إسرائيل مستمرة في سياستها الاستيطتنية ومع ذلك فهي متعطشة مع شريكتها أمريكا؛ لإيجاد من ينهي القضية الفلسطينية بعد أن انكشفت الاعيبهم للعالم بأنهم لا يؤمنون باقامة دولة فلسطينية، وأنهم يسيرون في المفاوضات بشرط أن يقبل الفلسطينيون “ بيهودية الدولة “ وأمور أخرى لصالحهم . يشعر المراقب أن اسرائيل تواصل ادعاءتها أنها تريد السلام بعكس الفلسطينيين غير الراغبين في ذلك، ولتستمر بالتأثير على الرأي العام العالمي الذي أصبح أكثر وعيا بالحقيقة.
تقوم بذلك اليوم رغم تحيّز الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتوقف عن التطمينات المستمرة والدائمة في سياستها بالنسبة لأمن إسرائيل . ولعل أخر حاملي الرسائل وخطط الطريق، كيري وزير الحارجية . في جولاته الاخيرة لاسرائيل المتعلقة بالمفاوضات مع الطرفين قام بمحاولات الضغط على الفلسطينيين أو اقناعهم الى القبول “بيهودية الدولة “ وأمور أخرى، التي رفضها ويرفضها “ الشعب الفلسطيني “ بصوت عال أينما كان . اسرائيل- ناكرة الجميل لأمريكا – قامت قيامتها ولم تقعد على كيري الذي تجرأ في مؤتمر ميونخ بتاريخ 1 شباط , 2004حيث استعرض الاثار السلبية المحتملة على اسرائيل اذا طبقت المقاطعة.. . نبه اسرائيل عما يتحدث عنه الناس .. وتساءل : “ هل سيكون لنا جميعا أفضل من هذه الامور ؟ “. اعتبروا كلامه تهديدا و قامت القيامة رغم تحيزه لهم. و تحيزه الواضح يبدو في محاولاته المستمرة لتأكيد أن ما يقوم به هو “ اطار وليس المفاوضات “ وقد ابتدع ذلك بعد أن شعر بألاعيب إسرائيل عله ينجح في محاولاته الفاشلة للضغط على الفلسطينيين بقبول المزيد من التنازلات وقبول الذل وروح الشهداء وعذاب اللاجئين ونسيان حق العودة والتعويض واقامة الدولة الحرة وليست الأسيرة كما تريد أمريكا مع اسرائيل .. !
لن تنجح اسرائيل بالبحث عن “ شريك “ يوقع “ أو يتنتازل عن حق الشعب الفلسطيني غير أمريكا التي تبحث عمن يحمل معها هذا الذنب إذا ما وجد . أمريكا وسيط غير عادل، فالمتحيز واضح في نواياه وإن دارى ذلك صراحة أو بالدبلوماسية الكاذبة . سياسة أمريكا أصبحت مكشوفة بعد أن حاولت خداع العالم لتبرير حروبها التي شنتها على العراق وأفغانستان من أجل مطاردة الارهاب ومن أجل تحقيق الديمقراطية التي كشفت زيف ذلك .
أمريكا لن تتمكن بالاستمرار بتقديم سياسة الخدمات والمكافآت والتضليل والتحيز لاسرائيل . مع الأسف هذا لا يزال يراود اسرائيل لضعف الفلسطينيين، ولمعيقات اكتمال “ الربيع العربي” . على الفلسطينيين أن يذهبوا الى الأمم المتحدة، لعلّ القانون الدولي ينصف الشعب الفلسطيني لاقامة دولته على أرض فلسطين وحسب الشرعية الدولية .