عادت القضية الفلسطينية كما “ نشعر “ لتتصدر أجندات الأطراف المعنية . فالقضية الأهم كانت تنزل وترتفع على الاجندات كما “ البورصات “ في أسواق المال التي تتأثر “ بنسمة الهواء “ عادة . أما الاسباب , فمنها أن إسرائيل هذه الأيام مستعجلة  – وإن كانت دوما في عجلة  – تنتهز الفرص للانقضاض على ما تبقى من الاراضي الفلسطينية لطرد العرب وبناء المستوطنات لتصبح “ الأمر الواقع “في حال استمرار المفاوضات المفروض أن تكون مفاوضات المرحلة النهائية , أو “ إطار كيري للمفاوضات “. وهو الرجل الذي ضاق الجميع ذرعا منه لغموضه المخيف الذي يحمل “ رائحة ليست زكية “ . وسبب آخر “ لعودة الروح للقضية”, لأن تاريخ 29 من نيسان المقبل قد قرب , وهو موعد انتهاء التسعة شهور لانهاء المفاوضات . وفي التسعة شهور ولد فلسطينيون كثيرون من نسل اللاجئين المشردين , الذين  اضيفوا للفلسطينيين الذين ينتظرون مصير المفاوضات . !


قضيتان تبدوان على الأجندة  اليوم وإن كانتا عصيتان ليس على كيري وحده , يل على الفلسطينيين والاسرائيليين أيضا  . وهما قضية “القدس واللاجئين “, أما قضية القدس , فتثار اليوم على هامش ما يجرى بالنسبة لمحاولة اليهود المتطرفين بالاعتداء المتكرر والدائم على المسجد الاقصى  لهدمه واقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه .  وفي هذا السياق , محاولة اسرائيل لسحب السيادة الأردنية عن المسجد المبارك  وابداله بالسيادة الاسرائيلية  . إلا أن الفعاليات الشعبية  من المؤسسات الرسمية  والمجتمع المدني في الأردن وفلسطين نجحت في  إفشال بحث الموضوع في  الكنيسيت الاسرائيلي , لا بل أحرجت نتنياهو الذي اتهمه نائب متطرف في حزب الليكود , انه “  يتنازل عن جزء من أرض إسرائيل “ . وتظل المطالبة بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية أيضا مطلبا يجب عدم التنازل عنه , وتصديق إسرائيل أنها تحترم الاسلام أو المسيحية وبيوت عباداتهم . ,  ولا بد من  ابقاء المطالبة بالقدس  الشرقية عاصمة فلسطين.


أما قضية اللاجئين التي لا تزال تقض مضجع صناع قرارات  إسرائيل وعلى رأسهم بيريز ونتنياهو  , فهي أيضا تعكر صفو القادة  الفلسطينيين وهم يبحثون عن مكان لهم في أرضهم التي” أغرقت باليهود من جميع أنحاء العالم “. . مطالب الفلسطينيين الدائم بحق العودة و بالاضافة لتعويضهم. ولعل ما يزيد من قلق الجميع ,هو عدد الفلسطينيين الذي تجاوز الخمسة ملايين , بعدما كان 750 ألف في سنة النكبة 1948 . ومن المضحك أن  أحباء  إسرائيل في الكونجرس الامريكي انكار وجود اللاجئ الفلسطيني أينما كان  وتنكر ل” نسل الفلسطينيين”  لتقلل عددهم, اذ تبين ذلك عام 2012 في مجلس الشيوخ الأمريكي عندما سأل السناتور( مارك كليرك ) المنحاز لاسرائيل , عن عدد اللاجئين , وعن عدد نسلهم , لكي ينقص المساعدات الأمريكية للاونروا .

القوانين الشرعية وتعريفات الأمم  المتحدة هي التي يجب أن تجد المكان الأصلي للفلسطينيين في أرضهم  وحتى لو” اغرقت الأرض بأهلها”  فهم الأحق من المحتل . على الفلسطينيين من اليوم البدء بالاعداد لمعارك في الأمم المتحدة لكي تنجح كما نجحت عندما أعلنت دولة فلسطين باصوات أغلبية دول العالم . لقد قرب موعد انتهاء “اطار كيري”,  على الجميع أن  يستعد للمعارك من جميع أنواعها , وقد تكون إحداها انتفاضة ثالثة اذا ما بقي الاستفزاز للشعب قويا،والعالم يتفرج .

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment