اليوم العالمي للسرطان الذي يقام في العالم بتاريخ 4-1-2004 من كل عام ، من أجل القاء الضوء على المرض وسبل مكافحته في انحاء العالم وتقييم ما تفعله الدول ، لم يمر في الأردن مرور الكرام أو دون اهتمام ممن هم “ أدرى بشعابه ) ..إحدى نشاطات هذا العام تتعلق بالتوعية وجمع التبرعات مثل مبادرة فريق من الشباب والشابات ( من أخفض بقعة الى أعلى قمة من أجل الكفاح ضد السرطان ) . انطلق الفريق من عمان ، في رحلة لتسلق أعلى قمة في إفريقيا “قمة جبل كليمانجرو” – وهم اليوم هناك – لهدف جمع مليون دينار من أجل مشروع توسعة مركز الحسين للسرطان . الفريق مكون من 23 مشاركا من الناشطين بالاضافة الى مشاركة الأميرة دينا مرعد مدير عام المؤسسة والأمير مرعد بن رعد .-مشكورين -، بقيادة المتسلق الأردني مصطفى سلامة – أول أردني يصل الى قمة افرست. مثل هذا النشاط ليدل على الروح الانسانية العالية والمسؤولية بين الشباب للقيام بالعمل وليس بالقول فقط لدعم المركز ماديا ومعنويا .
في اليوم العالمي للسرطان كتب د. عاصم منصور مدير عام المركزمقالة عنوانها ، “ السرطان في يومه .. فرصة للتقييم “ في جريدة الغد . وجاء في هذه المقالة التي وجدتها من أهم ما قرأت في ذلك اليوم .. ففي بعضها ، تلقي الضوء على مرض السرطان والأساطير والمفاهيم الخاطئة المتعلقة به،. وتشير الى حجم المرض والقلق من كيفية تعامل الناس والمجتمع نحو المرض وأهمية نشر الثقافة والمعرفة العلمية والعملية التي تساهم في تصحيح المؤثرات السلبية . بالاضافة ، تطرق د. منصور الى المشكلات المادية التي تواجه المركز والتي تعتبر من أكبر المشكلات التي قد تؤثر على الاستمرار بالعمل المميز الذي يقدمه مركز الحسين للسرطان بجميع أطقمه من الاخصائيين والمستشارين والممرضين والعاملين ليظل متميزا بالعطاء وبمستوى عال .
و في الحقيقة ، يجب التوقف من الجميع عند مرض السرطان وأسبابه وكيفية التعامل معه . فالجهل المتفشي في المجتمع والطمع المادي يجعل أسباب استفحال المرض عميقة . فمثلا هناك جدل واسع اليوم وانقسام حول توجه أمانة العاصمة لمنع الأرجيلة في المطاعم وقبله قررت وزارة الصحة منع التدخين في الاماكن العامة والمرحب به من كل غيور على صحة المواطن . وقد أصدر المركز بيانا أيد فيه هذا التحرك الايجابي . الا أنه لم يلاق ترحيبا من جهات أخرى , وحتى من بعض أعضاء مجلس النواب , لسبب أو لآخر . ولعل هذا التناقض ما جعل د. عاصم منصور أن يقترح بعلمه ونتائج الابحاث , ضرورة وضع استراتيجية لمكافحة وعلاج السرطان . هذا بالتأكيد ,يشير الى النظرة المستقبلية التي تتلاءم مع الشعار الذي رفعه العالم هذا العام وهو “ حق المعالجة لكل مريض بعدالة “ . اقترح المسؤول على “ الدولة.” وضع استراتيجية وطنية تؤدي الى التخطيط السليم لضمان تحقيق “ التنمية المستدامة “ التي تنتهجها أكثر دول العالم المتقدم . فالمفهوم” التقليدي للتنمية “ بشكل عام قد تغير منذ السبعينيات من القرن الماضي إذ تبنت الدول التخطيط الاستراتيجي وضرورة اعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية عند رسم الخطط لتعمل بشكل متكامل .. ولعل وضع استراتيجية وطنية واضحة لمكافحة وعلاج السرطان قبل وأثناء وبعد المرض بحيث تشارك فيه جميع الجهات المعنية من حكومية وغير حكومية تحت مظلة واحدة يعد تحديا لمواجهة المرض . واقتراح الطبيب هو اقتراح وجيه ، بخاصة وقد اثبت مركز الحسين جدارة ومهنية عالية بشهادة المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة . فقد عبرت عن تقديرها بمنح المركز سبع اعتمادات هامة منذ عام 2006 ،أخرها شهادة برنامج الرعاية “ الاكلينيكية “ بعد أن اصبح المركز “متخصصا في السرطان “ وهو الوحيد في العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية . ولا أظن أن ذلك يخفى على أحد , بعد كل الجهود ورفع الأصوات وحملات التوعية التي يقوم بها المركز من أجل العمل الفعال لمكافحة المرض الذي تشير الاحصائيات أنها ليست بالقليلة وقابلة للزيادة وبخاصة سرطان الثدي وسرطان الرئة .
والسؤال الضروري والملح الذي نوجهه “ للدولة “ وللمعنيين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية و مجلس النواب “ بشكل خاص “ ألذي من المفروض أن يدافع -عن صحة من انتخبهم – هل ستأخذون باقتراح الدكتور منصور ، المسؤول المنحاز للانسان وصحته من أجل إ بقاء “ الحق للمريض بعلاج عالي الجودة “ ؟ أم ستظل الجهود المتعددة المبذولة كل يعمل على هواه ؟ ، فهل من مجيب ؟