باتت إسرائيل أكثر استعجالا هذه الأيام لتنفيذ سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين , وها هي تقتل بدم بارد وعلى رؤوس الاشهاد غير عابئة بما يقول  غير ذلك .العالم  يراقبها وهي تنكل بالفلسطينيين بشكل ممنهج , من أجل تطهير فلسطين من العرب السكان الاصليين للأرض .   تقوم بمواصلة تنفذ خطة الصهيونية واستراتجيتها التي وضعتها في أول مؤتمر صهيون في بازل 1897  والمبنبة على  الفصل العنصري والتطهير العرقي . لم تكن الدول الاستعمارية مثل بريطانيا  تستعمل هذا المقهوم المتداول والذي كان معمولا به في  جنوبي إفريقيا  . إلا أنها في النهاية  تعلمت أن هذا ضد حقوق الانسان وكان الدرس من  مانديلا  وشعبه الذي رفض  السياسة الاستعمارية العنصرية .


إسرائيل ترفض  الفهم   عن سبق اصرار , أنها تمارس سياسة التطهير العرقي في فلسطين بالاضافة للفصل العنصري . تتجاهل الحقيقة , رغم تقارير المراقبين الدوليين لحقوق الانسان و تصم الأ ذان  عن تصريح ريتشارد فولك الخبير في مجلس حقوق الانسان للأراضي الفلسطينية الذي صرح مؤخرا , بأن إسرائيل “ تحمل صفات نظام الفصل العنصري “ .  . جاء على لسانه بعد مراقبة طويلة , ولم يتردد وهو يقول , بأنها  تخالف القانون الدولي .   ليس  هو وحده الذي يصفها بذلك , فالكثيرون تجرأوا لوصف اسرائيل  بهذه الصفة , مثل كارتر الرئيس السابق للولايات المتحدة , وغيره .  


بالاضافة  أصبح هناك الكثيرون من الدارسين والباحثين والمؤرخين , من ينتقد هذه السياسة التي تنكرها أسرائيل . ولعلنا نذكّر بالمجموعة الاسرائيلية من الاكاديميين   من ( المؤرخين الجدد ) ومن بينهم المؤرخ إيان بابيه, الذين وجدوا ضرورة لتصليح الاخطاء التي ارتكبتها إسرائيل وإنكار ما جرى للشعب الفلسطيني  من جرائم ضد الانسان .  ويرى بابيه الذي وضع أراءه في كتابه القيم الذي وضعه عام 2006 ( التطهير العرقي لفلسطين )  , بين  أن هناك حاجة لمراجعة الرواية الصهيونية  عن حرب 1948 واعادة كتابة التاريخ الجديد بموضوعية .  كما جاء ت هذه النظرة الثاقبة في كتاب المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي ( لكي لا ننسى ) . ولعل ما تقوم به اسرائيل أيضا في محاولة قمع من يرون الحقيقة مثل ما فعلت مع بابيه عندما فصلنه من جامعة حيفا ليترك البلد الى بريطانيا , لأن إسرائيل لا ترحب بمن بقول الحقيقة وإن كان يهوديا .

في الرواية الاسرائيلية الصهيونية الكاذبة , أن الفلسطينيين , عام 1948 , تركوا بيوتهم وأراضيهم “ بمحض ارادتهم “, وليس بسبب الجرائم التي ارتكبتها بحقهم , مثل دير ياسين التي يعرف عنها كل العالم , بالصورة والكلمة المكتوبة والشفهية . ما يثير حفيظة الدارسين والمؤرخين , ادعاءات إسرائيل هذه ,  واصرارها عدم رواية الحقيقة أنها طردت 800 ألف  انسان فلسطيني , ودمرت 531 قرية و أجلت 11 حيّا من سكانها . لم تتعلم إسرائيل من التاريخ فهي  تقوم بأعمال التطهير العرقي والفصل العنصري , بشكل جاد وممنهج .  يرى ذلك الخبير فولك أيضا و بوضوح  وقد راقب عذاب الفلسطينيين كل  يوم من الست سنين التي عمل فيها بفلسطين .  رأى ما تقوم به  لتغيير التركيبة العرقية في القدس  الشرقية , وتدمير المنازل وارغام الناس تركها بالقوة. ولعله يستمر  مع المؤرخين في  رواية الحقيقة عن التاريخ الذي تحاول إسرائيل تزويره . !

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment