في جلسة خاصة مع بعض الاصدقاء  تفاعل الجمع لتداول موضوعات مختلفة ,  , كان  عالم التكنولوجيا  ومشاريعها المتنوعة  وأ دوات الاتصال سريعة الحركة  وكثرة  الأخبار والأحداث والمشاكل المتتالية والمتسارعة إحداها .  تساءل أحد الحضور عن سبب تزايد  عدد الكتاب والصحافيين المهتمين  بالاعلام الالكتروني والمواقع الكثيرة التي تولد كل يوم  والتي توصل المعلومة أو الاعلان أو الدعاية مدفوعة الثمن بالسرعة الممكنة . وكانت الأراء تؤكد بأنهم بحاجة للّحاق بالركب  والا فاتهم قطار التكنولوجيا السريعة .  علق أخر أن مثل هذه المشاريع في رأيه تعتبر  تجارة  مربحة .  – قاطعته وأنا أعبر عن رأي بالقول : إنني أشك في ذلك لأن أي مشروع في هذا المجال يحتاج للوقت الكافي ليثبت نجاحه , ويستجلب الزبائن وبشكل مستمر وبخاصة أننا في الأردن نقلد بعضنا البعض في كل مشروع أو عمل , وبشكل ارتجالي دون إجراء دراسات الجدوى الاقتصادية الضرورية لمثل هذه المشاريع .التي تحتاج للمهنية العالية ورأس المال  لكي تحظى بثقة من يتعامل معها .  بالاضافة لأهمية رأس المال الذي يمكن أن يتضاعف فيما لو صبر الممول ليرى النتيجة , في الوقت الافتراضي الموضوع , وليس بالسرعة التي يحسبها كل شخص على كيفه .  وقد تشعب الموضوع , بعجلة دون  إيلائه المزيد من التحليلات والاضافات . فاعتبرت هذا الموضوع  قد سلق , ولم ينضج , بسبب السرعة للانتقال لموضوع أخر .


تنبهنا  لصديق  شارد الذهن وكأنه “ سارح  “ إذ لم يشارك في الحديث – ولا أقول النقاش -,  مشاركة فاعلة كما هي عادته . وبدأ التعليق على شروده وأسبابه , وكالعادة, كان التعليق : “ اللي ماخذ عقلك يتهنى “ . انفرجت أساريره وضحك  وأضحكنا وإن لم نستطع معرفة سبب شروده وعدم انسجامه في جلسة لم تكن للان مملة .  والطريف أننا انتقلنا الى موضوع الشرود الذهني مباشرة , وكأن الحديث يجر حديثا .  وكان موضوع الشرود  مفتاحا لتعليقات وقصص طريفة رواها البعض ومن نتيجة المداخلات.,كانت الشكوى عن النسيان , وعن مرض الأزهايمر الذي أصاب بعض من نعرفهم , وبالطبع كان التعليق” حزنا “ وليس تحليلا لعدم توفر المعلومات الطبية العلمية الصحيحة التي حاول أحدنا أن يرجعها للمرض . أسكته الجميع , ربما خوفا من المرض أو لأن أحدنا أخرج الموضوع من سياقه  لنبدأ موضوعا أخرا .


بالطبع  كان الموضوع التالي  الذي تناولناه في الجلسة  الدافئة موضوع “ السياسة  “ والذي تأخر التطرق له , ربما للهروب منه لكثرة ما يمكن أن يقال فيه . كان  بشكل خاص  عن كيري وفشل المفاوضات  وطلب الفلسطينيين للانضمام الى منظمات الأمم المتحدة , ردا على التعنت الاسرائيلي والطريق المسدود للمفاوضات . وهنا كان هرج ومرج وتعليقات جانبية وارتفاع أصوات , وخاض الجميع جلسة عربية حقيقية والكل يدلي بدلوه . وتشعب الموضوع  أيضا عن الربيع العربي ومفهومه. طفنا في  ربيع تونس ومصر , سوريا ولبنان. وطال الحديث والنط من موضوع لاخر أخذ الكثير من الوقت ,” فش “كل واحد قلبه وما يراه من حلول , بعد أن  تعارضت الافكار وأن كانت بين أصدقاء متفاهمين بشكل منقوص .  


وضع الطعام وبدأنا بالأكل الطيب , وكنا بالطبع مستعجلين لكي نمتع الفم بالأكل وليس الكلام .وواصلنا الجلسة اللطيفة بالنكات عن الطعام , ونوعه , وكان الشوق كبيرا للمنسف الذي غاب عن الطاولة ألتي لم يبق عليها شيئا من الأنواع , ولم يلتزم أحد بالحمية لأن الصحبة الطيبة  فتحت الشهية وسكت المتكلمون عن الكلام المباح  !.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment