الحقيقة الواضحة أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فشلت، حتى هذا الوقت الذي أكتب فيه هذه المقالة . الفلسطينيون مصرون على أن الوقت للمفاوضات انتهى أو سينتهي في أخر الشهر الحالي كما ثقول الوثائق الموقعة من الجميع. إسرائيل لم توف بوعودها للافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين وعددهم 26 ، وكان المفروض أن يستعيدوا حريتهم بتاريخ 29 من الشهر الماضي . وكيري لم يتعب من رحلاته المكوكية، وقد عاد اليوم ليكمل “ المشوار “ كما يعتقد ولو على حساب الشعب الفلسطيني .واقع واضح يشير إلى أن المحاولات فشلت وإن أطلق عليها اسم “ الاطار“ .
المفاوض الفلسطيني طفح كيله للمرة “ الالف “ وأصبح أكثر مراسا وقوة . فأبو مازن لم يجتمع بالأمس مع كيري “ لأنه تأخر عند نتنياهو “، ولعل هذا يدل على اسلوب” نرحب به “ ينهجه بعد ما ضاع من الوقت الكثير في مفاوضات عقيمة . بالاضافة لعدم التزامه ونتنياهو بوعودهم وأهمها في هذا الوقت بالذات الاقراج عن الاسرى والمضي في بناء المستوطنات . لا شك أن الفلسطينيين يعرفون جيدا أن كيري لم يلحلح الاسرائيليين وعاد للضغط غير المجدي للاعتراف بيهودية الدولة . هذا يحتاج في البدء لتمديد المفاوضات التي ستنتهي مدتها في آخر الشهر الحالي .وهذا لا يعني أن الفلسطينيين لن يجتمعوا مع كيري في زيارته هذه، وسيجتمع معه أعضاء آخرون من لجنة المفاوضات . وقد تمدد المفاوضات .
الجديد والقديم أن الفلسطينيين لوحوا أنهم سيتوجهون للأمم المتحدة لاستكمال انضمامهم الى الهيئات الدولية للحصول على الاعتراف بفلسطين .و هذا يزعج كيري ونتنياهو، وبخاصة أن النجاح كبير، وقد جربوه بالسابق عندما أصبحت فلسطين الدولة 194 في الأمم المتحدة وتجلس على المقعد الازرق بجانب الدول الأعضاء .
يعود كيري وليس لديه من جديد الا التفاوض على الأسرى الذين خذلهم بعدم الافراج عنهم بالتاريخ المحدد، بالاضافة الى محاولة اغرائهم بالافراج عن دفعة لاحقة، شرط أن تحدد إسرائيل الاسماء، وكأن شيئا لم يكن . نفس المطالب ونفس الالحاح المقيت من الطرف الاميركي والاسرائيلي .
مع الأسف، قضية الإفراج عن الاسرى أصبحت ورقة ابتزاز تتلاعب بها اسرائيل في المفاوضات .. لارضائها فاميركا مستعدة للافراج عن( بولارد ) الجاسوس الاسرائيلي أميركي الجنسية المحبوس في أميركا، مقابل أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة التي تعني نسيان حق العودة . هنا يبدو واضحا أن كيري يدخل الملعب من جديد ليحقق مصالح أميركية، وهو الطرف الوسيط . طلب كيري لتمديد المفاوضات هو عملية مساومة مستمرة لا فائدة منها .سيكون الفلسطينيون هم الرابحين إذا ما توجهوا الى الامم المتحدة لالزام اسرائيل بتطبيق القوانين الدولية التي ما زالت لا تطبقها تحت سمع وبصر العالم . عدم الإفراج عن الأسرى في حينه ووضع شروط جديدة وقديمة، لن تنفع في حل القضية ولا حتى لحلحتها وهي مصرة أيضا للاستمرار بانواع من الابتزاز والعمل للعودة بملفات القضية إلى المربع الأوّل .