الرقم ثلاثة مع صورة ثلاثة أصابع مرفوعة تشبه شعار” رابعة العدوية “ – فيما عدا رفع الرابع , أصبح رمزا لاختطاف الفلسطينيين لثلاثة اسرائيليين في منطقة الخليل مؤخرا . ما زالت سمعة ومركز “هذا الرقم” تتفاعل اجتماعيا و سياسيا وأمنيا وعسكريا , مع غضب طيّر الشرر من عيون نتنياهو لأنه لم يصدق العدد ! “ ثلاثة “ مرة واحدة وفي وجبة دسمة للرد على إسرائيل وممارساتها ضد الفلسطينيين بشكل عام والأسرى بشكل خاص ؟ إحدى التعليقات الرمزية لهذا العمل النوعي م انتشرت على محطات التفاعل الاجتماعي وقد سلطت الضوء على العملية النوعية. و تذكرّ بعملية جلعاط شاليط , عام 2006 حيث بقي في الأسر عند الفلسطينيين لمدة خمسة سنين .
من جهة أخرى “ فالرقم ثلاثة “المرفوع اليوم أيضا يذكر بعدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يتوزعون على 22 سجنا بغيضا منها : عوفر وتلمود ونفحة والدمون والنقب الصحراوي وعسقلان والمسكوبية والرملة وغيرها . فهناك 8 الاف اسير بينهم 240 طفلا و73 امرأة يعانون من المعاملات غير الانسانية تحت ظلم الجلاد . وهو تذكير عمليّ,” يغيظ العدى “ . الرقم ثلاثة عدد المخطوفين الاسرائيليين , يجب أن يستثمر بشكل جيّد كما استثمر المختطف رقم “1” جلعاد شاليط . قبل أن يفرج عنه عام 2011 رغم كل ما قامت به اسرائيل من استغلال لم توفق به , وقد نكثت بوعودها للافراج عن بقية الاسرى المتفق عليهم .
للان لم تنجح إسرائيل بالوصول الى الثلاثة , و البحث لا يزال جاريا في كل أنحاء الضفة الغربية . إسرائيل تتوعد كالعادة بالعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين الذين يهزأون بمفاخرات اسرائيل الأمنية .إن غضب الكيان الصهيوني الذي يتطاير في كل الاتجهات رغم عدم وضوح الجهة التي تحتجز المخطوفين وصل ليدخل كل بيت وشارع وزقة للبحث “عن المخطوفين “. ولعل أجمل التعليقات التي تحمل المعاني الرمزية حيث تقول الرواية : الضابط الاسرائيلي بلهجته اليهودية , يسأل العائلة الخليلية “ هون في أسير يهودي ؟ “ تجيبه العائلة العربية التي يفتشون بيتها بالقول “ لا في” أسير مانجا “ – أي عصير …؟ إسرائيل وهي تبحث عن الثلاثة , بجنون , في جميع المناطق تهدف لاظهار القوة والتخويف وتوحي أن ضرباتها الانتقامية ستكون موجعة . انها خائفة من المدة التي قد تطول , كما طال اختطاف شاليط . فاسرائيل , لا تتعلم من الدروس فهي تسعى للتصعيد , ولا اظنها تعلمت أن الفلسطينيين , باتوا يتقنون اللعبة مثلها , وقد تعلموا أن ثمن الثلاثة سيكون مطالبهم العادلة و هي الافراج عن الأسرى الذين يعانون منذ عشرات السنين . التوقيت الذي اختطف فيه الثلاثة , توقيت ممتاز , فهو رد صارخ على تصرفات اسرائيل ضد الأسرى الاداريين المضربين عن الطعام منذ 55 يوما . لم تتعلم إسرائيل أن الفلسطينيين يستعملون حقهم في الدفاع عن أنفسهم في حربهم التحررية بكل الوسائل حتى الموت الذي هو حق الانسان بالحياة . ليس بعيدا أن ينفجر الوضع إذا لم ترتدع اسرائيل وتفرج عن السجناء, وتبدأ بالاعتراف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة لا عذاب فيها للفرد والجماعة ولا التعصب العنصري الذي يطبقه المحتل الحالم بيهودية الدولة .
الشارع الفلسطيني غاضب ويفرّج عن همه” بنكتة هنا ونكتة هناك “, واسرائيل تبحث عن الثلاثة , والجو العام يشي بانفجار قريب اذا لم تذعن اسرائيل للمطالب العادلة -على الأ قل – بحق الأسرى أبطال التحرر الوطني الذي يضحون بأرواحهم . نأمل أن تكون المفاوضات جادة لتحقيق المطالب وبخاصة أن العالم , اصبح يعرف أكثر عن الصمود الفلسطيني وحقه بالحياة .. وتحية للأسير الفلسطيني .