ليست تجنيا على إسرائيل إذا ما قلنا بأنها أصبحت مفلسة سياسيا , ومكشوفة في تبريراتها لمقاطعة حكومة الوفاق الفلسطيني “ التي شكلت مؤخرا .” فقد حاولت قبل التصالح التشويش على التصالح  بين” السلطة الفلسطينية وحماس “ , بحجة اعتبارها لحماس “ منظمة ارهابية “ . وبالرغم من الخلاف بين الفريقين الفلسطينيين , لم يغب عنهما نوايا إسرائيل التي لا تعني السلام في المنطقة ولم تسع يوما لايجاد حلول للسلام . كانت دوما  تبحث وتعمل , وعلى جميع الصعد , لوضع  العراقيل , ولتبتدع الخلافات , وتبرر الاحتلال الذي لا تريد له نهاية , مع وضع اللوم على الفلسطينيين . بصراحة ودون خجل من متاهاتها , سبقت اسرائيل تشكيل الحكومة الفلسطينية , في دعوة الأسرة الدولية لمقاطعة الحكومة الفلسطينية الجديدة , بالاضافة لقطعها العلاقات معها .


بعد إعلان حكومة الوفاق الفلسطيني  أو حكومة  المصالحة الفلسطينية , اعتبرت جهات اسرائيلية هذا الحدث , بأنه “ يوم أسود في مسيرة السلام “ . ما يؤكد صدق التكهنات التي تتبعها إسرائيل في “سياستها الاستراتيجية “ .هذا التصالح كما يبدو واضحا يقلق إسرائيل , ولعل رد فعل  مكتب نتنياهو , رئيس الوزراء  الذي صرح ,بأنه “ قلق من ردود الفعل الفاترة في الولايات المتحدة وفي أوروبا على التطورات في الساحة الفلسطينية الداخلية , اذ رحب بيان الاتحاد الاوروبي في نهاية الاسبوع بالوحدة الفلسطينية , شريطة أن تنبذ الحكومة الجديدة الارهاب وتعترف باسرائيل “ .


كانت  المصالحة  , إحدى مطالب المجتمع الدولي منذ الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحماس  تبدو كشرط للاستمرار في الجهود المبذولة في عملية السلام من الجميع على المسمى الوطني والقومي والعالمي . بالاضافة , لم تخل مقالة أو تحليل في الاراء العربية , من الدعوة للمصالحة ،والتوسط  من أجل وحدة في العمل , لانهاء الاحتلال . ويبدو غير ذلك بالنسبة لاسرائيل وبشكل خاص  في موقف الحكومة الاسرائيلية الرافض للاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية .  فهي برفضها  تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية  وهي أيضا وبكل وقاحة  بمقاطعتها للفلسطينيين , تمنع  تسهيل الخدمات الصحية والتعليمة وتقديم ما يلزم للحياة المعيشية اليومية .


 لقد تمت المصالحة اليوم , و عينت  الحكومة  باتفاق الطرفين , وتم ما كنا نريده  فما هي فاعلة ؟ هذا ما ننتظره .  


إسرائيل اليوم المهددة دوما “ للأمن والسلام “ , نراها في حيرة من أمرها ,مع وجود عدة اصوات اسرائيلية  تدعو للتهدئة والتريث بينما هم يدرسون الموضوع .  وقد  تبدو في الايام القادمة ردود فعل العالم  التي نرجو أن تكون قادرة أن تقول لاسرائيل وبصراحة  أن لا تقف أمام فرص السلام    وتعود لعادتها القديمة . اسرائيل اليوم كما أراها في حالة غضب وهيجان , وأيضا في حالة خوف من حماس التي لم يستطيعوا “ رميّها في البحر “. ولا بد أيضا لأمريكا أن تعيد مواقفها المتحيّزة ,  بعد  أن تصالح الفلسطينيون مع بعض , وكانت تجد في خلافهم عقبة كبيرة لمتابعة المفاوضات  في عملية السلام . لننتظر  ونراقب , ففي القضية الفلسطينية دوما مفاجآت  …!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment