كشفت الحرب “الإسرائيلية” القذرة على غزة عن  مبادئ “إسرائيل” الاستعمارية العنصرية والتي تحاول دوما إخفاءها.


 وصل ضحايا المجازر في جميع الأحياء في القطاع الى 1830 شهيدا و9370 جريحا  وبلغ عدد الاطفال ثلث الضحايا. وكشف عدوانها الغاشم ما كانت “اسرائيل” تحاول إخفاءه  من عنصرية  ومشاعر الكره والتفرقة..  في هذه الحرب القذرة قصفت “اسرائيل” 13 من مدارس الوكالة في القطاع، وأسفر ذلك عن هدم  بيوت الناس على الاطفال والنساء والشيوخ والشباب النائمين في فراشهم، بسبب الحقد الدفين الذي ينمو كل يوم في قلوب الإسرائيليين، وغيظهم من الكبير والصغير، وقد استبان بشكل واضح حقدهم على أطفال غزة، ما جعلهم يضربون دون هوادة ويقتلون بدم بارد من لجأ الى مدارس وكالة غوث اللاجئين التي تأوي الاطفال وأهاليهم،  والتي بدأ التعليم فيها  بعد عام النكبة 1948 .


ليس جديدا على “اسرائيل” مواصلة عدم التقيد بالاتفاقيات الدولية في السلم والحرب، فهي تكره أطفال فلسطين وتكره تربيتهم كبشر لهم الحق في العلم والمعرفة والروح الوطنية والنمو ليصبحوا مستقلين لهم هوية الأجداد والآباء. ولعلها باستهداف المدارس ترسل رسائل خاصة للمدارس والمناهج العربية التي تدرسها، ويتميز طلاب غزة بحب العلم والعمل والنشاط ومعرفة أهداف العدو  لقتل الجذور التي يتحلون بها .


“إسرائيل” حاولت خلال السنين الماضية التسلل الى مناهج الوكالة  لتدريس” الهولوكوست” اليهودي ولم تتمكن من ذلك كون مناهجها تسير على المناهج العربية في البلدان المضيفة أو السلطة الفلسطينية كما أحبط الاساتذة العرب 2013 داخل الخط الاخضر محاولة “اسرائيل” جعلهم يتقيدون بتدريس “الهولوكست” وتمجيد بناة “إسرائيل”، وتعليم الطلاب تاريخ الصهيونية بطريقتهم الخاصة ولكنهم فشلوا لرفض العرب ذلك .


“إسرائيل” دوما كانت تعرف مدى أهمية التعليم بالنسبة للفلسطينيين منذ القدم وتحت الانتداب البريطاني. ومنذ ذلك الوقت أرغمت سلطة الانتداب  للاستقلال بوضع مناهجها الصهيونية بالاضافة  لتعليم اللغة العبرية. وتحيزت لها بوضع ميزانية كبيرة بينما خصصت 5% فقط من الميزانية للمدارس العربية. ومنذ عام تأسيس الحركة الصهيونية 1897 تبنت الآراء الفلسفية اليهودية المستندة الى التوراة والتعاليم الدينية الاخرى لتجمع يهود العالم حولها. وبعد قيام الدولة الاستعمارية 1948 وضعت “اسرائيل” مناهج تعليمية  لخلق مجتمع يهودي يدين بالولاء للصهيونية ويرتبط بشكل عام بالأرض. ولذلك انشئت المدارس العلمية والدينية لتخلق طلابا مشبعين بالكره والحقد والعنصرية ويرون أن هذه الارض لهم .


صورة العربي في أدبيات الاطفال اليهود لم تتغير منذ تأسيس “الدولة”. فالنظرة تجاه العرب والفلسطينيين  ظلت عدائية مشبعة بالكره. تدعو الى اعادة العرب للصحراء واحلال اليهود مكانهم. وقد وضعوا قصصا لغسل دماغ الاطفال بأن هذه الارض لهم ولا جذور للفلسطيني في أرضه.


لقنت الثقافة العنصرية اليهودية كرها وحقدا عميقين ضد العربي، لذلك من السهل على الجندي “الاسرائيلي” قتل الاطفال والنساء العزل بدم بارد، ويذكرونهم ألا ينسوا أقوال جولدا مائير “الكبار سيموتون والصغار سينسون“.  بالاضافة لذلك – كما تشير الدراسات المتعلقة بالمناهج المدرسية – تحاول الكتب التربوية دمج التاريخ بالجغرافيا، والتركيز على ما يسمونه باللاسامية. ولم يكتفوا بذلك فهم يزورون التاريخ .


أسلوب الحرب ضد الاطفال واللحاق بهم الى مدارسهم التي أصبحت مأواهم ضد الوحشية، دليل اخر على استمرار “اسرائيل” في عنصريتها. وقد شاهد العالم بأم عينيه هدم المدارس، وتحويلها لركام، وسمع العالم (بان كي مون) وهو يقول عن هدم المدارس إنها جرائم حرب. والسؤال الذي يبقى مطروحا: ماذا أنت فاعل يا “كي مون”؟ وماذا أنت فاعل أيها العالم المتفرج على الأموات والأحياء، وعلى أطفال فلسطين وهم  ينشدون النشيد الوطني التاريخي: “موطني.. موطني”.. ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment