لا تزال حرب الإبادة والهولوكوست الفلسطيني الذي تقوم به إسرائيل مستمرين منذ أن بدأت بذلك بتاريخ 7-7 – 2014 . حيث كانت تعتقد أن العالم سيصفق لها وهي تُغير على غزة المدينة وغزة القطاع .
لم تبق حارة أو زقاق أو بيت إلا وهدَّمته على رؤوس أهله . صور بشعة أوصلها الإعلام الذي يزاول المهنة ويحترم أخلاق المهنة من الصحافيين العرب والأجانب. ورغم قوة الصور وأثرها على المشاهد فقد التزم الصحافيون ببثها من منطلق الإعلان الخاص بحقوق الصحافيين وواجباتهم وكما نصت عليه وثائق حقوق الإنسان .
لم تستطع إسرائيل تزوير الحقائق اليوم وهي تقتل بدم بارد, وقد وضعت العراقيل أمام الصحافيين لمعرفة الحقائق حيث سقط عدد منهم وهم يتراكضون في ساحة المعركة بحثا عن الحقيقة وتوثيقها بالصور التي تغني عن الكلام، لتكون شاهدا على ما تقوم به من خروقات للشرعية الدولية والانسانية .
الأفعال الوحشية التي قامت بها عززت صورة إسرائيل المحتلة القبيحة وعززت أهدافها غير المعلنة من خلال قتل الاطفال الذين هزوا مشاعر العالم . كانت سياسة اسرائيل الإعلامية مدروسة منذ انشاء الدولة الاستعمارية, رسم صورتها للعالم” كضحية “ . وقد نجحت لعقود من الزمن في أوروبا وأمريكا بتجميل صورتها وتشويه صورة الفلسطيني وألصقت به لقبا أسمته “ الإرهابي “ .
ويبدو أن” وسائل الإعلام الجديدة “ التي تميزت بالدقة والسرعة, لم تخدم اسرائيل في حربها الوحشية على غزة , فصورة” الضحية “ المزورة التي خلقتها لنفسها في العالم , ظهرت بشكل واضح حتى للكثيرين من الشباب في أمريكا وهم ينددون بجرائم الحرب وهم يلبسون الكوفية ويرفعون العلم الفلسطيني .
صورة اسرائيل القبيحة أبعدت عنها الدول والرأي العام, ليس في هذه الحرب فحسب , بل منذ حروبها السابقة . رغم خطط اسرائيل الإعلامية والنظريات التي تعدلها بشكل دائم لم تتمكن من تجميل صورتها في أمريكا اللاتينية . ولعل قطع “بوليفيا” علاقتها مع اسرائيل منذ العام 2009 وتصنيفها دولة إرهابية دليل على ذلك .
ونتيجة لهذه الحرب الجديدة على الضحية الحقيقية -الفلسطينيين- قطعت خمس دول لاتينية علاقاتها مع الكيان الصهيوني , لتتعرى وتصبح أكثر بشاعة .
بالمقابل, هناك الصور الجميلة لأقوال ومواقف الدول التي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على أرضه .
وهل هناك أجمل من صورة كريستينا فرنانديز رئيسة وزراء الارجنتين وهي تناصر المقاومة الفلسطينية الباسلة .؟ بشاعة صورة إسرائيل تظهر في شوارع العالم بوضوح والجماهير تتظاهر تبرز من ناحية أخرى جمال الكوفية الفلسطينية رمز المقاومة التي يلبسها بعض القادة قبل الشارع . إضافة الى أن الجمال برز أيضا من وقوف الكثيرين من” الشخصيات العالمية “ لجانب غزة في الدفاع عن نفسها مثل الرياضيين الذين استبدلوا الأرقام على القمصان بخريطة فلسطين , أو رجال الدين المسيحي الذين احتضنوا المسلمين في محنتهم دون تمييز , أو الممثلين والممثلات الأجانب الذين كسروا حاجز الخوف , وكشفوا عن مشاعرهم الجميلة بالوقوف مع الحق الفلسطيني والمقاومة ضد المحتل , إضافة للأطباء مثل الطبيب النرويجي الشجاع “ماديس جيلبرت” الذي كشف صورة اسرائيل البشعة وهو يداوي المصابين في مستشفى الشفاء في غزة، وغيره من الجميلين، ماعزز بشاعة اسرائيل في شهاداتهم .
اسرائيل لم تستطع في حربها على غزة أن تزوِّر معنى الجمال والقبح . ولن تستطع بعد اليوم -حتى لو حاولت- الوصول للناس في الشارع كالسابق , فوسائل الإعلام الحديثة , جعلت الإنسان العادي صحافيا شريفا يرى الحقائق والصور ويوصلها للعالم . فالفيس بوك واخواته من ادوات ا التواصل الاجتماعي , تقفز بالمرصاد لتكشف عن بشاعة الجرائم التي ما زالت مستمرة , وأيضا عن جمال المشاعر والأعمال الانسانية و الدفاع عن الحق بالحياة .