خمس دول أوروبية , أصبح مجموع الدول الأوروبية التي استلمت الشركات لديها تحذيرات للتعامل مع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية , بما فيها القدس وأيضا مرتفعات الجولان . فقد انضمت مؤخرا إسبانيا وإيطاليا الى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا . أما التحذير الذي وجهت للشركات في تلك البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فهي تتضمن أن من تقوم بنشاط اقتصادي تعرض نفسها” لسلسلة من المخاطر “ . وبالرغم من كون إسبانيا وإيطاليا تعرفان جيدا أن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستوطنات أراض محتلة وهي لا تعترف بشرعية المستوطنات طبقا للقانون الدولي . التحذير جاء كون بعض دول الاتحاد لا تزال مستمرة في التعامل مع منتجات المستوطنات اليهودية ونشاطات وفعاليات اقتصادية , وعمليات تحويل الاموال أو استمرارها في المستوطنات مثل شراء الاراضي , أو القيام بخدمات سياحية , تخدم في التالي المستوطنات غير الشرعية , وتقويها لتتوسع بالاستيلاء على الاراضي وبناء المزيد من المستوطنات وعدم الالتزام بالشرعية الدولية .
نجح الاتحاد الأوروبي لغاية اليوم بتحذير شركات خمسة دول تتعامل شركاتها مع اسرائيل “ المحتلة” كما تراها ولكن ليس” بعقابها “ كاللازم لكي يكون تحذيرا رادعا وليس فقط ككثير من التحذيرات على الورق . إذن هذه التحذيرات لا تشكل “عقوبة أو مقاطعة تجارية “ بل للفت النظر . وكأن اسبانيا تقول “لا سمح الله” أن تلجأ للعقوبة عندما انضمت للدول. ولعل هذا التناقض ما يجعل اسرائيل ماضية في احتلالها البغيض للاراضي الفلسطينية وعدم التزامها بالقوانين الدولية الكثيرة الصادرة من المنظمة الأممية بالاضافة لاستمرارها بأفعالها غير الانسانية التي ترقى الى جرائم الحرب وبخاصة وهي تقوم بشتى أنواع التنكيل وتعذيب الفلسطينيين دون رادع جاد من الدول .
وبالرغم من ذلك , نجح الاتحاد الأوروبي مواصلة فضح اسرائيل بشكل غير مباشر والاحتجاج على الاحتلال . وللان لم ينجح الاتحاد الأوروبي بدعم أو ايجاد المشاريع السياسية التي تحاول ايجاد حل للقضية الفلسطينية التي لا زالت طريقها مغلقة ولا زالت تزيد تعقيدا , وبخاصة بعد فشل مفاوضات السلام التي دامت أكثر من 25 عاما . أسلوب المقاطعة الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي , قد ينجح بالضغط على اسرائيل , التي تدعي أنها تريد السلام اذا ما استمرت في استقطاب المزيد من دول الاتحاد لتلقي رسائلها والانضمام الى الخمسة دول الحالية . ويبدو ذلك من افصاح اسرائيل عن عدم رضاها على الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بموضوع المقاطعة , وأصبحت تتخوف بازدياد العدد الدول . التي تعارض الاستيطان . ومن جهة اخرى اسرائيل , تبحث عن دول ترضى أن تكون شريكتها في تسمين المستوطنات ومنتجاتها , بالاضافة الى حلول تخدم مصالحها الاستراتيجة لتظل دولة محتلة . وهي تسعى كما نعرف الى تهويد ما تبقى من الاراضي الفلسطينية , وتطالب العالم بوقاحة الاعتراف بيهودية الدولة العنصرية .
الاتحاد الاوروبي , في مسعاه لايجاد حل , بحاجة للاستمرار ليس فقط “ بالحث والتحذير”.. فسلاح المقاطعة , هو نوع فعّال من أنواع المقاومة ولعلنا نسترجع تاريخ (غاندي -الهند ) الذي أصبح رمزا لمثل هذه المقاومة . التحذير لا يعني كثيرا الا أذا ما أعلن صراحة عن تلك “ سلسلة المخاطر “التي تهدد اسرائيل وعلاقاتها مع دول العالم . ولا نريد أن نقلل من موقف الاتحاد الاوروبي الذ ي أصبح يزعج اسرائيل ويقلقها من نتائج المقاطعة التي سببت للبعض بعض المعيقات و ضعضعة مؤسسات اقتصادية اسرائيلية .نريدها أن تواصل تحذيراتها ورفع الصوت , علّ قضية المستوطنات بشكل عام , لا تضيع في خضم الاحداث الكثيرة المتوالدة كل يوم والتي كثيرا ما سببت في تهميش القضية الفلسطينية بشكل خاص . فهل سيأتي الاتحاد بجديد غير التحذير؟ نرجو ذلك !