أصبحت أجهزة التكنولوجية الحديثة مثل”الكمبيوتر والموبايلات” الذكية، في متناول الناس بنسبة عالية، ومن جميع الاعمار ومن جميع الطبقات الاجتماعية في الأردن كأكثر البلدان العربية  . أصبحت الانواع المتعددة التي تولدها الشركات العالمية ذات الربحية العالية  في متناول الاطفال كالكبار، بالاضافة الى العمال الوافدين البعيدين عن عائلاتهم  ومن أجل ابقاء العلاقة والتواصل الطبيعي والضروري قائما بينهم ولا ننسى “عاملات المنازل “ الوافدات أيضا . وأجد أن وسيلة الاتصال مع الأهل ضرورية وانساني، وأيضا من حقهم .  ولكنني أود أن أتوقف عند “ الظاهرة” بين “ عاملات المنازل “  فقد دهشت لكيفية استعمال هذه الأدوات لتتحول الى وسائل سلبية أكثر منها ايجابية وانسانية .  دهشت ليس لأنني لأ أؤمن باعطاء عاملات المنازل حقهن بالتواصل  لقاء خدماتهن في” الغربة “ ومن تجربتي مع عاملة المنزل قبل بضع سنوات فقد كنت أحثها  لكي  تتواصل مع عائلتها في( سريلانكا)  وأوفر لها “ الكارت “ أو استعمال تليفوني وعلى حسابي . ويبدو أن هذا تطور هذه الأيام مع السماح للكثيرات من العاملات ليس فقط أقتناء الموبايل  فحسب، بل  أيضا “ اللاب توب “ وإن كن يشترينه على حسابهن الخاص ويهدرن مالا هن بحاجة اليه في بلدهن .


في تجربة فريدة، مع” ميمي عاملة منزل “، تخص صديقة تركتها في عهدتي مدة سفرها خارج البلاد لمدة ثلاثة أشهر تقريبا، وجدت العجب العجاب . أتت  وهي مسلحة “باللاب توب “غالي الثمن، كما الموبايل الذكي، “ آخر موضة “ . ولم يكن استعمالها  هذه الادوات بالسر كما الكثيرات  اللواتي يمنعن من حمله، -لأنه قد يسهم في خلق المشاكل الاجتماعية كما يرى الكثيرون وكما أؤمن أيضا إذا ما زاد عن حده  -. سمحت صديقتي  للصانعة  استعمال اللاب توب لكي “ تتسلى “ كما ترى، ولكي تتواصل اجتماعيا . وفي مراقبتي لها وجدت أن هذه الأدوات تأخذها الى عالم افتراضي والى عوالم اجتماعية أخرى والى “مواقع اباحيّة “ والى اناس حقيقيين تعرفهم ولا تعرفهم . كانت تضع السماعة على أذنيها لتبعد كل ما يعكر صفو عالمها الخاص . وكانت “السماعة “م هي التي  كشفت خطورة عالم “ ميمي “ الخاص . كانت تقضي أكثر وقتها بعيدة عني وعمان والعمل  لا بل الأردن وثقافته ولعل هذا ما يفسر عدم تعلمها اللغة العربية منذ حضرت قبل سنتين .كشفت عالمها الخاص عندما “دخلت” مواقع وبرامج  محظورة على الفيسبوك؛ ما اضطرني أخذها لمحل  متخصص للتصليح  الذي وضع يده على الجرح . وبالرغم من غباءها في مزاولة الاعمال المنزلية العادية، فلكثرة استعمالها للأجهزة الذكية، أصبحت متمكنة منها ا أكثر من صديقتي التي تستنجد بها عند بعض الاستعمالات لها مثل الفيس بوك . وقد يكون هذا سببا للعاملة أن تشعر بشيء من التميّز على صاحبة المنزل، مما يخلق علاقات نفسية تنافسية بطريقة غير مباشرة .  ومن أعمالها الابداعية التي أطلعتني عليها بفخر، تحويل صورتها مثل لعبة “ باربي الأمريكية الشقراء “ التي صنعتها شركة امريكية في  الستينيات من القرن الماضي لتصبح رمز الجمال الغربي “ بيضاء وشقراء وذات عيون زرق “  لتصبح صورة نمطية ليس فقط في الفلبين، بل أيضا في بلادنا.
عن عملها لساعات طويلة. أو هب أن هذا تدخلٌ في حريتها الشخصية والسماح لها أن تعزل نفسها عن الواقع وتهرب الى العالم الافتراضي؟ وهنا أرجع الى ما يقوله علماء التربية على ضرورة مراقبة سلوك الأطفال عن كثب عند استعمالهم لهذه الاجهزة الذكية، لانها تفتح بوابات الى عوالم التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت بشكل عام بما في من المقبول والمحظور . أعود وأقول، إن هذه التجربة قد تكون مفيدة  للتنبيه بما سيحمل المستقبل من مفاجآت في كل بيت يوظف عاملة منزل هوايتها  التكنولوجيا الحديثة بما فيها من” نعمة ونقمة “. أما أنا فأفضل( كوماري) التي علمتها التطريز والطبيخ  وادارة المنزل، ومشاهدة المسلسلات العربية، وكانت تلخص لي ما يفوتني وكأنها “ منّا “ سعدت عندي وحملت للذكرى بذور الازهار التي سقتها بمحبة أثناء وجودها كما وصفات الطبخات العربية وعلمتني الطبخات السريلانكية . للتنبيه فقد يحمل المستقبل تغييرا في شروط العقود لتوظيف عاملة المنزل، وهو  ضرورة توفير كل الاجهزة الذكية لاستعمالها الشخصي . تنبؤ فقط اذا ما اصبح استعمالها كما ميمي  وظاهرة مخيفة    أليس كذلك ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment