هكذا -بكل وقاحة- قررت حكومة الاحتلال الصهيوني مصادرة 4 آلاف دونم من الأ راضي الفلسطينية في الضفة الغربية مؤخرا .
هكذا «عينك عينك» وهي تلملم أحوالها بعد هزيمتها في حرب غزة التي ساهمت بكشف «البدري والوخري « – كما نقول باللغة العامية – إسرائيل لا تقوم باتخاذ مثل هذه القرارات المهمة والخطيرة , على حين غفلة، لأن المستوطنات جزء من أهدافها المخطط لها وعن سبق اصرار .
وكما نرى يأتي الإعلان عن ذلك مباشرة بعد حربها الوحشية على غزة بعدما قامت بها وقد بدت متخبطة ودون أهداف واضحة للعالم .
أمَّا هدفها المخفي -بلا شك- فكان إحدى الوسائل التي تستعملها عادة وهي «كسب الوقت « غير عابئة بالإنسان ودمه الذي لا قيمة له . وهي مستمرة بقتل الناس في الضفة أينما وجدوا , ولعل هدمها لخمسين مبنى في الضفة واعتقال أكثر من 175 مواطنا في المدة الأخيرة , خير شاهد على ذلك .
الملاحظة الواضحة في هذا العمل التوسعي الاستيطاني الجديد , هو التوقيت الذي اختاره .فمن المتوقع العودة الى مفاوضات العملية السلمية التي تهدف الى التوصل الدائم الى حلٍّ يُفضي الى قيام « الدولتين « والتي تحتضنها أمريكا وأوروبا . ولعلَّ هذا التحرك الجديد للاستيلاء على الاراضي أيضا لم يفاجئ أمريكا وإن» استنكرت « هذا القرار وطالبت التراجع عنه . مصادرة 4آلاف من الأراضي الفلسطينية العربية, والتي تفسرها اسرائيل على أنها «أراضي دولة « ما هو الا خداع جديد قديم ضمن خطة مرسومة لبناء المزيد من المستوطنات . تقوم باقتلاع أشجار وكروم الزيتون والاشجار الحرجية وقتل الأرض الزراعية التي تشكل مصدر غذاء للناس الذين يعتمدون عليها في حياتهم و تستعجل ذلك من أجل جعله أمرا واقعا قبل» امكانية « بدء المفاوضات من جديد . والمعروف أن «المستوطنات « هي أحد أهم البنود المثيرة للخلاف والجدل مثل , الحدود , والمياه ..
اسرائيل -كما يبدو- والتي تقوم بمصادرة الاراضي والاستمرار بتحدي القوانين الدولية كالعادة ترى أن الوقت لم يحن لإقامة الدولة الفلسطينية التي تدَّعي أنها « موافقة عليها « . لقد اتقنت لعبتها حتى الآن , ولكنها لن تستطع الاستمرار بذلك وقد انكشف خداعها للكثيرين من المضللين عن قصد أو غير قصد من أنصارهم . ونعود للتوقيت بتنفيذ مخططاتها , فهي ترى أنها لم تنه من وضع الخريطة التي تريدها لحدودها .., لأنها لا توافق على حدود 1967 . مرة أخرى تقوم بتضييع الوقت .
قصة الاستيطان وسرقة الأرض الفلسطينية . قصة جديدة قديمة، تبدو لإسرائيل أنها قد تطول. ولا أظنها ستقف عند حد , قبل ابتلاع كل أرض ليس عليها مستعمرة . فهي ماضية كالوحش الكاسر بابتلاع ما تبقى من القرى وتهويدها , ولعل ما تقوم به في تهويد منطقتي بيت لحم والخليل و جنوب الضفة الغربية المحتلة بابتلاع 4آلاف دونم من أراضي صوريف والجبعة وواد فوكين وسعير هو مثال حيّ قابل للتوسع .
أمريكا طلبت من إسرائيل «التراجع «عن هذا العدوان الصارخ الجديد , فهل هي صادقة بذلك ؟. فإن كانت صادقة فعليها أن تفعل أكثر من ذلك علّها تجعلنا نصدق أنها فعلا تريد إقامة الدولة الفلسطينية التي تراها إسرائيل ضربا من الخيال . ونرجو أن تتعلم إسرائيل أن هناك دروسا أخرى يمكن التذكير بها إذا ما استمرت بإعادة عملية السلام الى الصفر، وتضييع الوقت من جديد . فكيف يمكن تصديق إسرائيل والوثوق بها؟!