وبعد , يعتقد نتنياهو وأمثاله من اليمين المتطرف أنهم سيزدادون سلطة ووحشية أكثرمن قبل . وقاحته فعلا مررت مشروع قرار “يهودية الدولة “ وفي الحقيقة أنه خاسر , لا محالة ودولة إسرائيل أخذة بالانهيار. كشف نتنياهو و(الكنيسيت ) عن مفهوم الديمقراطية التي تدعيها إسرائيل وتوهم العالم بأنها “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط “. ولعل هذه الخطوة الاستباقية لنتنياهو وحزب الليكود التي خططها من أجل دواعي الانتخابات , تعود علية بالطامة الكبرى , وليس العودة للسلطة ليحكم أعتى احتلال ضد حقوق الانسان . هذا العمل , اصبح واضحا ليس للعرب فقط , بل لليهود في العالم وحتى في الدولة التي يريدونها عنصرية لليهود وحدهم .
قد يكون الكثيرون في دول كثيرة نسوا أو تناسوا كيف نشأت إسرائيل , عام 1948 , أي كيف حصلت نكبة الفلسطينيين وطرد أهلها بواسطة العصابات الصهيونية . وقد يكون الكثيرون بينهم من اليهود في العالم أصبح يعرف أكثر عن إسرائيل وسياستها الاستعمارية العنصرية , ومنهم من لا يوافق على ’ سياسة نتنياهو وعصابته على تكريس يهود العالم , وعزلهم في منطقة جغرافية لم تكن ولن تكون لهم . فقد ظهر بين يهود العالم العلمانيين في مقالات كثيرة مؤخرا أنهم لا يحبذون ديموقراطية مزعومة وأصبحوا يتعاطفون مع الانسان الفلسطيني وهم يرون حرق الأولاد أحياء وعن سبق إصرار أو ما حدث في حرب غزة من هدم للبيوت وقتل بدم بارد غير انساني “ويدفع على الاشمئزاز” كما كتب أحدهم .العالم بدأ “يعرف أكثر عن اسرائيل “ ودولة الاحتلال العنصرية التي أخذت بأحزابها اليمينية المتطرفة , تحرك المستوطنين اليهود المتعصبين , لكي يقوموا بالاعتداءات على المسجد الاقصى وهدم المساجد ودور العبادة . مما جعل الفلسطينيين يردون عليهم ومقاومتهم في حربهم التحررية , وليس على اسس دينية محضة ودلالة على ذلك عملية الكنيست التي تبنتها “ الجبهة الشعبية “ وليس أ ي فصيل ديني ّ , ومن يتابع ما يقوم به المستوطنون من محاولة جعل القضية “ حرب أو صراعات دينية” , وليس سياسية بامتياز ليرى سياسة جديدة قديمة , أصبحت مكشوفة اليوم .
ديمقراطية إسرائيل التي تدافع عنها سيبي ليفني وزيرة العدل ووزير المالية وغيرهم من المستقلين , لتناقضها مع” الهوية اليهودية “, لاقامة “ الدولة الواحدة والوحيدة “ لا تتماشى مع السياسة العنصرية “ كما يرون . تبعات ما تسير اسرائيل به من سياسة عنصرية , ستخلق المزيد من التطرف “اليميني والديني “, الذي لا يعترف بحق العودة , وباقامة الدولة الفلسطينية . بالاضافة , فإن ما يجري اليوم من وضع القوانين العنصرية , ليؤكد على المزيد من تهميش للعرب الذين بقوا في فلسطين منذ 1948 ومحاولة تشريدهم لا بل خلعهم من الجذور التي ظلت عميقة في أرضهم. كل هذا وأكثر يجري للفلسطينيين في دولة الاحتلال البغيض , والعالم العربي والاسلامي يتفرج على عذاب دام حوالي السبعين عاما . كل هذا والعالم المتحضر الذي يؤمن فعلا بمفاهيم الديمقراطية الحقة وحقوق الانسان يتخبط , وكل هذا تقوم به اسرائيل من أجل قطع جذور الفلسطينيين من أرضهم الا أنهم لم يستسلموا ولا زالوا يقاومون احتلالا وحشيا يسجله التاريخ ..فسجل ايها التاريخ …!