لم يسمع نتنياهو من هولاند الرئيس الفرنسي النصيحة بعدم المشاركة في السيرة المليونية للتعبير عن رفض , قتل صحافيي وكتاب المجلة الكاريكاتورية الفرنسية “ شارلي ابيدو “المسيئة للنبي العربي والمسلمين . وأتساءل , كيف له أن يقبل ذلك , وهو الصيّاد الأول للانتهازية والخبير الدولي للإرهاب ؟. قفز فرحا بتزامن الاعتداء على المجلة , مع مقتل” أربعة فرنسيين يهود “ في محل يهودي لأ طعمة” الكوشر “. كان يبحث عن مثل هذه المناسبة , وهو مقبل على انتخابات تنافسية في إسرائيل , بينهم, ليبرمان اليهودي المتطرف . انتهازية نتنياهو أتت كجزء من حملته الانتخابية , وبخاصة , وهو يعمل على استعمار ما تبقى من فلسطين المحتلة , والاصرار على” يهودية الدولة “ بالاضافة الى عدم القبول اليوم كما الغد باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
سبب اصرار نتنياهو على التصرف بانتهازية واضحة , ما جاء في إحصاء مكتب الإحصاء الإسرائيلي لعام 2014 ,والذي يشير , لارتفاع عدد الهجرة اليهودية المعاكسة , أي الهاربين من إسرائيل , بلغ عددهم 5,2 مليون شخص , برا أو بحرا , مقارنة مع 4,8مليون شخص عام 2013 , أي بنسبة عالية بلغت 8,3 شخص . ولعل ما اخاف نتنياهو واليهود المتطرفين أمثال ليبرمان ,هذا العدد الكبير. فقد بلغ عدد المغادرين , أو الهاربين من إسرائيل خلال العقد الأخير حوالي 8,25 مليون , ناهيك عن الرقم المخيف , نسبة المغادرة منذ 2005 حتى 2014 إذ بلغت 40,5% .وسجلت المغادرات من إسرائيل , عام 2005 قرابة 3,7 ملايين شخص.
ظاهرة مقلقة بلا شك لمن بخطط ليهودية الدولة , ولذلك فإصراره على انتهاز هذه”الفرصة الذهبية “, ليغطي على جرائم إسرائيل في الحرب والسلم , التي فاقت كل جرائم الانسانية .وكان ركض نتنياهو للمشاركة في المسيرة مع 54 من شخصيات العالم الرسمية , والجلوس بجانب الرئيس الفرنسي كانت كما يعتقد مكسبا كبيرا لخدمة أغراضه الانتخابية الشخصية وهو تحت أضواء يهود العالم . بالرغم من هذه الخطوة , التي لم تغب عن أحد, كان يعرف أيضا وهو الضليع في تأثير الاحداث والحركات على الرأي العام العالمي . رأى أن ذلك سيجلب له انصارا في الداخل والخارج , على الأقل من يهود فرنسا , ولم يرمش له جفنا , وهو يقول بملء فمه ليهود فرنسا , أن مكانهم في إسرائيل , وليس في فرنسا , التي تدعي أنها منبت الديمقراطية , علّه يريجع من هرب من إسرائيل , أو يجعل العالم ينسى جرائم إسرائيل في غزة التي لا زالت صور أطفالها تدمي القلوب لوحشيتها .
ندد العالم بما فيهم من العرب والمسلمين باسقاط 12 من الصحافيين . و أظهروا ذلك بالمشاركة بالمسيرة , أو بمواصلة الكتابات , لتوعية الرأي العام , على أهمية التفريق , بين مثل هذه الاعمال الدموية المرفوضة والاسلام كدين سماويّ و يحض على التسامح والتكامل الاجتماعي واحترام حقوق الانسان وعقائده الدينية . ولكن نتنياهو كما يبدو , وهو يقوم بعملية التحريض , ضد العرب والمسلمين , مستمر وبخطة مبرمجة , علّه يفوز بالانتخابات لاتمام خططه العنصرية .
الردود عليه , تأتي أيضا من الدول الاوروبية المناصرة للقضية الفلسطينية ومنها فرنسا التي وقفت الى جانب الفلسطينيين في مجلس الأمن . و لعل هذا يحفز على صحوة , لحل القضية الفلسطينية , التي تقف إسرائيل بشكل متواصل لاعاقتها مع أمريكا صاحبة “ الفيتوات “ المتواصلة . لم تستح وهي ترفع صوتها في مجلس الأمن ضد انضمام فلسطين” للمحكمة الدولية “ والمحافل الدولية للاعتراف بفلسطين كدولة . تصرفات نتنياهو للتحريض ضد العرب والمسلمين وربطهم بالارهاب , دون التمييز بين الصالح والطالح , قد تعود عليه بالخسارة . فالمسلمين والعرب , لا يزالون متمسكين بالدين الاسلامي الصحيح ومبادئه ولن يسمحوا باهانة رموزهم الدينية التي تدعو للحياة وليس للموت . في أوروبا , المانيا تقوم بمسيرات تنادي باحترام الدين الاسلامي ومبادئه , وفي فرنسا , يحاول الرئيس الفرنسي ,كبح جماح العرب المسلمين الفرنسيين , الذين هو بحاجة لهم كفرنسيين ومواطنين . ولعل هذه الاحداث , تجعل فرنسا الرسمية , تجيب على أسئلة يعرفونها , حول هذه الشريحة من المواطنين الفرنسيين المهمشين والفقراء .
لا يبدو العمل للقضاء على” الارهاب “ جادا , من الغرب وعلى رأسها أمريكا. فقد شوهت مفاهيم الديمقراطية , وحقوق الانسان بحروبها التي خلقت جماعات إرهابية سيذكرها التاريخ . إن وصم العرب والمسلمين بالارهاب لخدمة أغراض الاستعمار المتوحش بالاضافة للصهيونية العالمية , واسرائيل هي التي تقوم بالارهاب الارهاب الذي تريده الدول الاستعمارية التي تتغنى بالديمقراطية , وتدعم إسرائيل لمواصلة ارهابها دون توقف . ؟؟