من بين اهتماماتي التي أجد نفسي أعود اليها بدافع من الواجب والشعور الانساني ,هو مركز الحسين للسرطان . ولعل ذلك يعود لاهتمامي بالصحة العامة والتنمية الاجتماعية المتكاملة من جهة , والاهتمام بهذا الصرح الطبي المميّز في الاردن من جهة أخرى والذي أصبح بفضل جدية العمل أن يكون نموذجا تنمويا وانسانيا ليس في الاردن فحسب بل في المنطقة العربية . وبعيدا عن” السياسة “ اعود اليوم للكتابة عن المركز مع التقدير والاحترام , لما للقائمين عليه من جهود كبيرة لتوعية الناس بالاضافة للخدمات الطبية .
استفزني شخص بنشر صورتين على الفيسبوك . إحداها لطفل يجلس على الكرسي ,”رجل على رجل وبيده كاس كالكبار يدخن “ والتعليق تحته “ ينعل أبو الحب “ , وكما فهمت الرسالة , أن المحب , يطرب على التدخين ليوحي للاخرين “ أن التدخين متعة “ . والصورة الثانية غير الانسانية , لطفل يبدو مريضا سواء أكانت الصورة صحيحة أو” مونتاج “ تحت عينيه سواد يوحي بالموت , والسيجارة في فمه . والصورة المخيفة من دون تعليق . تمنيت لو وضع تحتها ملاحظة مثلا , هذه هي نتيجة من يدخن من الكبار لأنها تؤذي الصغار , ليفهمها من يتابع الفيسبوك , من كل الشرائح الاجتماعية – ولن أقوم بتوزيع الصورة ومشاركتها مع الاخرين لبشاعتها . – كان تعليقي على الفيسبوك , “لا ضرورة لاستغلال الاطفال في مثل هذه الصور “, التي وضعها صاحبها “غير المثقف “ لأنه يقوم بوضع الصور للتسلية وتمضية الوقت , وليس للتوعية الضرورية لحملة أو نشاط , ضد التدخين . وقد ناشدت الفيسبوك أن يشطب هذه الصور ولا يسمح باعادة نشرها لتأثيرها السلبي القبيح . وأجدها أخطر من استعمال الفيسبوك في النشاطات الارهابية , التي تقف في طريق الحياة والأمن الاجتماعي لما فيها من استهتار بكرامة الانسان .
استعمال وسائل الاتصال الاجتماعي , التي هلل العالم لها لأهميتها وتأثيرها على الناس لا بد منها في عصرنا هذا . وللعودة لمركز الحسين فهناك برنامج للتوعية يعمل بشكل علمي ومدروس , يحاول توعية الناس من جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية وبشتى وسائل الاعلام والاتصال الحديثة والتقليدية التي وظفها لايصال رسائله . وقد تطورت وسائله الجماهيرية , منذ انشاء المركز عام 1997 , حيث بدأ بداية جيدة , جعل الكثيرون ينضمون لدعم المركز , عن طريق إشتراك بتـأمين طبي رمزيّ بسيط , ليتطور اليوم أيضا في برنامج ,” رعاية “, الذي يساهم في تخفيف العبء المادي عن المركز., وسيزداد ذلك عام 2020 في المركز تحت التوسيع .
ومن النشاطات التي تهدف للتوعية في المركز حملات لمكافحة التدخين , وهنا لا بد من التوقف عند هذه الظاهرة السلبية التي لا زال المركز مشكورا , مشغولا بها مع مناصريه ممن يعملون بالاعلام بانواعه . ومن هذه الفعاليات , مسابقة للصحافيين لأحسن مقالة عن مضار التدخين وبرامج اعلامية ومناقشات حول الموضوع , .وفي المركز قسم طبي لمعالجة ادمان التدخين , بالاضافة لاصداره نشرات ارشادية. وفي قسم الدراسات ابحاث تشير أن هناك 40% من مرضى السرطان بسبب التدخين . ويحتفل المركز سنويا باليوم العالمي لمحاربة التدخين وبخاصة هناك في الاردن 48% من الذكور البالغين يدخنون , السيجارة والأرجيلة . بالاضافة هناك جمعية لمكافحة التدخين في الاردن من الاطباء الملتزمين , يعززون نشاطات المركز . كما ينشط المركز اعلاميا وتوعويا في اليوم العالمي للسرطان , وذلك لخلق التوعية ونشر الثقافة المتعلقة بالمرض .
هذه بعض النشاطات التي يحرص المركز القيا م بها , ومع الاسف , وكأن الطريق مسدود لبعض الناس , من المسؤولين والعامة أذكر مثلا , استفزني أيضا , في إحدى الجامعات , هناك” دكان “ في وسط المكان القريب من الكافيتيريا , يلفت النظر , عند دخوله , أن أبرز ما يبيع هو الدخان المرفوع في الواجهة هوفي كل أنواع الدخان المستورد , الذي يباع لطلاب الجامعة . ومع الاسف هذا يدل أنهم في واد , وجهد المركز في واد أخر . وأتساءل , لماذا يا إدارة الجامعة .؟؟؟ نشر الثقافة على الفيسبوك والاهتمام بالموضوعات الجادة , لا زالت بعيدة عن تحقيق الاهداف التي نريد , لندعم عمل مؤسسة من أنبل وأهم المؤسسات في المملكة . فهل يقرأ أحد ما نكتب نحن المؤمنين بالعمل الجماعي والهادف ؟ أرجو ذلك مع الدعوة لدعم جهد العاملين في المركز على ايصال الرسائل الايجابية بدل تضييع الوقت !!