المصدر

إسرائيل مصرة ومستمرة في معاقبة الشعب الفلسطيني , بشكل يتحدى العالم كله , وكأنها تعيش في عالمها الشيطاني الذي لا تجد عنه بديلا . فهي لا تغمض عينها عن قطاع غزة التي تحاول الانتقام منه لأنه هزمها في حربها التي كانت تهدف لابادة جماعية للشعب الفلسطيني . نتنياهو وجماعته  يعمل على كل الجبهات عله يؤثرعلى الرأي العام الاسرائيلي المتطرف , ليسجل له ما يفيده في حربه الانتخابية القادمة مع الاحزاب الاخرى . ولعل أبشع مايقوم به    في هذا الوقت من إجراءات لمعاقبة الفلسطينيين على صمودهم أينما كانوا , سواء في غزة أو الضفة الغربية    القيام  بجريمة  حرب  جديدة , وهي حجز أموال الضرائب المستحقة للفلسطينيين .وهذا الاسلوب , ليس جديدا  فقد حاولته من قبل لتجويع  الأطفال والنساء ولعقاب الفلسطينيين بشكل جماعيّ علّهم ينسون أن قضيتهم عادلة ولايمكن التنازل عن حقوقهم والنضال بكل الوسائل التي يرونها مناسبة .
ويأتي العقاب هذه المرة , لمنع الفلسطينيين من الذهاب للمحكمة الدولية التي من المفروض أن  تعاقبهم على أفعالهم الاجرامية , وتلاحقهم أينما حلوا . وكما يبدو للآن , فإن الفلسطينيين ماضون في أخذ إسرائيل لمحاكمة قانونية وإن تأخرت كل هذه السنين وانشغالهم في المفاوضات الخاسرة  والعالم يتفرج. ولا شك  أن التأخير كان بسبب سياسة أمريكا والغرب المتحيّزة وللمماطلة في التدخل العادل لحل القضية والسكوت على جرائم إسرائيل التي لم تتوقف منذ نشأتها  1948كدولة خارجة على القانون . ولعل هذه  الجريمة الحالية  حجز  ما قيمته 230 مليون دولار مستحقة عن الأشهر الاخيرة من السنة الفائتة للفلسطينيين , تساهم في مزيد من  التصلب , وعدم التراجع الى أي اسلوب أخر لمعاقبة إسرائيل  ولعل المحكمة الدولية  تكون البداية .  
نتنياهو وهو يطبق سياسته القديمة الجديدة , سيظل يعيدها كما يريد , وهذا ما يجعله وهو المجرم العريق أن يتجول في العالم وكأنه يحكم الكون غير مبال  باسلوب الفلسطينيين الجديد الذي لا يعجبه  . وبعقليته الاستعمارية لا يزال يبحث عن طرق لاعادة أيام المفاوضات العبثية التي استمرت لاكثر من ربع قرن من الزمن  دون نتيجة . نعم لأساليب جديدة مع إسرائيل وأمريكا وكذلك العرب  التي يؤمل أن يعيدوا فلسطين على أجندتهم . والملاحظ , وكما هي الحقيقة , أن فلسطين , أصبحت مهمشة في خضم ما يجري من  أحداث في عالمنا العربي .وستظل كذلك  , بل سيسوء وضعها الاجتماعي والمالي والاقتصادي , وسنظل نندب هذا الحظ العاثر الى وقت قد يطول , ما دام الاستعمار الجديد لم يفرغ بعد من خططه القديمة الجديدة المرهقة , والقادم أعظم , اذا ما ظل الحال كما هو ؟    

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment