نتنياهو -كما يبدو- أصبح يطلب ود يهود أمريكا بعد انكشاف أطماعه وتخبط سياسته في دولة لا تشعر بالأمان، ليس اليوم فقط بل في المستقبل أيضا بسبب سياستها الاستعمارية .
هذا ما نقرأه من أفعال وأقوال الهيئات العربية الناشطة في مقاطعة إسرائيل على الساحة الأمريكية، إضافة لمجموعات من اليهود.
وقد يتساءل شخص: هل يمكن ذلك وأمريكا معقل أصدقاء إسرائيل و اليهود المتحيزون، خاصة منظمة(الآيباك ) ولية أمر اليهود وإسرائيل هناك . إضافة لذلك العدد الكبير من المتحيزين لإسرائيل بين أعضاء الكونجرس الجمهوريين. ولعل ما تقوم به إسرائيل و نتنياهو من أعمال عنصرية وأعمال ضد حقوق الإنسان , إضافة لانتهاك القيم الديمقراطية يجيب على ذلك .
هناك اليوم أصوات بين اليهود في أمريكا تعبر عن عدم الرضا عن هذا التخبط والازدواجية في القيّم بين يهود العالم الملتزم مع إسرائيل في غالبيته . فبينما نرى يهود أمريكا يؤمنون بالديمقراطية على” الطريقة الأمريكية “ و غالبيتهم من الليبراليين الذين ينتقدون عدم ديمقراطية إسرائيل . وهذا واضح للجميع لما تقوم به إسرائيل من أعمال إجرامية ضد الفلسطينيين بأساليب متنوعة ومتجددة و باسم حماية أمن إسرائيل .
وهذا أيضا ما جعل المتطرفين اليهود في إسرائيل يزيدون من العمل بهذا النهج الذي أقل ما يمكن وصفه بـ”العنصرية” وإنكار حقوق الإنسان لغير اليهود. أعمال إسرائيل وخطاب نتنياهو القديم الجديد دفعت الكثيرين من اليهود الذين يحملون الجنسية اليهودية إضافة للجنسية الأمريكية والهوية الديمقراطية التي من المفروض أن يمارسوها في حياتهم الاجتماعية، الى التنصل من هذه الهوية المربكة والمتحيزة .
وليس أدل على الممارسات غير الديمقراطية استمرار إسرائيل المحتلة من سرقة مزيد من الأراضي الفلسطينية و القيام بحروبها على غزة , وزج المزيد من الاسرى في سجونها غير آبهة بقوانين حقوق الإنسان . ولعل سجن طفلة لا يتجاوز عمرها أربعة عشر عاما مؤخرا خير دليل على قيامها بالأعمال الإجرامية .
وفي هذا السياق يرى ناشطون عرب ومنهم عمر البرغوتي أحد نشطاء , BDSفي قول له جاء في مقالة لـ”بيتر بانريت” في “هآرتس” بتاريخ 13-2-2015 أن سياسة نتنياهو مثلا فيما يتعلق بجنونه في بناء المستوطنات عامل مهم في نجاح النشطاء العرب في عملهم .
وقد أخذت الكثير من الهيئات المدنية في أمريكا و أوروبا من مقاطعة البضائع الاسرائيلية خاصة بضائع المستوطنات المبنية على الاراضي المحتلة . إلا أن الحقيقة تبقى -مع الأسف- أن الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي لا يزالون يهرولون وراء نتنياهو يعمل بشكل عصبي ليحافظ على هذا التحالف التقليدي بين أمريكا وإسرائيل .
وتظل الحقيقة أيضا أن أمريكا بمؤسساتها الأهلية والحكومية و التي تربت على التحيّز لإسرائيل سواء أكان ذلك في زمن نتنياهو أم من سبقوه , حتى سميت إسرائيل بـ (الولاية 51) لأمريكا , إضافة لذلك الدعم المادي والمعنوي والعسكري والإعلامي لإسرائيل .
وأتت هذه الممارسات تحت أسماء متعددة ومتغيرة، وبحسب ما يخدم إسرائيل , وفي ظروف محلية أو إقليمية، أو دولية .
والسؤال الذي يظل مطروحا: الى متى ستظل أمريكا بيهودها وليبرالييها ومحافظيها تتعامل مع “دولة “ لا تؤمن بالديمقراطية ولا الالتزام بحقوق الانسان، والى متى ستظل” أمريكا الديمقراطية “ تساند إسرائيل بوضع العقبات أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ؟
لعل هذا السؤال هو ما يجب علينا الاستمرار بطرحه، وتوجيهه ليهود أمريكا الذين أخذ البعض منهم طرحه مثلنا !!