جاء في الأخبار، أن اثنين من أثرياء  العاملين في وسائل الإعلام والاتصال اليهود في أمريكا “يخططان “لشراء أهم وأوسع الصحف الأمريكية: “الوشنطن بوست “ و” ونيويورك تايمز” .
 التفكير الصهيوني  -كما نعرف من خلال تاريخهم-  يبدأ بالمال والسيطرة على الرأي العام , ومنه أيضا يزداد المال وتكثر المصائب اليهودية , كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية . كما يبدو، لا تأتي هذه الرغبة  لشراء  الجريدتين أو المؤسستين الإعلاميتين  -بأي ثمن – من فراغ , فقد  حرص الأثرياء المتحيزون لإسرائيل السيطرة على المال” بجميع أشكاله “  من شركات مالية وتجارية , وترفيهية، إضافة للصحافة، الأداة القوية لصناعة الرأ ي العالم .  وتبدو الرغبة  بشراء الجريدتين  -إن استطاعا لذلك سبيلا – من أجل طمس الحقائق والجرائم الإسرائيلية , التي تقوم بها إسرائيل ضد العرب ولإيقاف الانتقادات لإسرائيل . وقد سمعت أصوات صحف أخرى في أوروبا وأمريكا , تنتقد الإجرام الإسرائيلي  بعد حرب غزة.


كما نعرف تاريخا  كانت  الصحافة والإعلام بأدواتها التقليدية والحديثة من أهم الوسائل التي، استعملتها الصهيونية العالمية في الدعاية لإقامة الوطن القومي في فلسطين وإقامة دولة إسرائيل الغاشمة.


 وتمكنت من الوصول الى اليهود في جميع أنحاء العالم للتأثير عليهم وجلبهم الى” أرض الميعاد “ مستندين على الخرافات التلمودية. إضافة  لاستعمال وسائل اتصال أخرى, جماهيرية، أو فردية، أو ديبلوماسية وغيرها .

 وبالمال الذي تدفق على” مؤسسي الدولة “من أثرياء اليهود مثل روتشلد في بريطانيا  تمكنوا من  سرقة الأراضي العربية ,واقامة المستعمرات  وجلب يهود العالم  الى الأرض العامرة . وبالمال واستعمال فلسفة الدعاية , والتأثير على “ الرأي العام “ خلقت الحركة الصهيونية قناعة لدى اليهود بأن فلسطين “ أرض  بلا شعب، لتكون لـ”شعب بلا أرض “.  وعملت الصهيونية الصهيونية العالمية -بشكل ممنهج-  على وضع خطط  وسياسة خاصة بإسرائيل عممتها على  العالم .  ولا ننسى أن “هيرتزل” الصحفي النمساوي  الذي قام بإيجاد حركة صهيونية طموحة زرع فيها فكرة” القومية اليهودية “  كان يعرف أهمية الصحافة , وهو الصحفي المتمرس.  إضافة الى أنه منذ البداية عرف أهمية المال وبحث عن الأثرياء لتمويل مشروعه الاستعماري وتمكن من استقطاب المفكرين والأثرياء من يهود أوروبا  .


وإذا راجعنا علاقة اليهود بالصحافة  نرى  أنهم سيطروا في مراحل تاريخية مختلفة على الصحافة، وامتلكوا أكثر وسائل الإعلام والاتصال  في أوروبا وأمريكا بشكل خاص , مثل امبراطور الصحافة “ميردوخ”  الاسترالي الأمريكي ,الذي امتلك أكثر من 800 شركة إعلامية في 50 بلدا, تتبع سياسة متحيزة لإسرائيل والدفاع عنها رغم جرائمها  واحتلالها المستمر , والألاعيب التي تقوم بها لخداع الرأ ي  العام إضافة للدفاع عن قوى اليمين المدافع عن السياسة العنصرية العدائية .


 وبالرغم من تغير الإعلام التقليدي ودوره الذي أصبح مهمشا , فالإعلام الجديد واسع الانتشار وعابر القارات، لا يزال يزودنا  بأخبار سريعة  عن أهمية الصحافة القوية والملتزمة بقو ل الحقيقة .


“ فالوشنطن بوست” التي “عيَّنهم عليها “ عرفت بالمهنية العالية، وقد كشفت  فضيحة “ووتر جيت “ المشهورة و التي أرغمت الرئيس “ريتشارد نيكسون” على الاستقالة . نرجو ألا تقع صحف مرموقة  بيد مثل هؤلاء الأثرياء الصهاينة , ليقدموها ويجعلوها بوقا إضافيا لألاف الأبواق الإسرائيلية المنتشرة بالعالم  . ولعلنا نتمسك بأهمية العمل الإعلامي والصحفي الجيد والمهني الذي يمكنه من الوصول للرأي العام العالمي لتصحيح الصور السلبية عن عالمنا , وإبرازالقضية الفلسطينية , بحيث يفضح أكاذيب وأضاليل إسرائيل المستمرة …!!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment