الولايات المتحدة , التي تنصب نفسها وليّة أمر العالم , وقولها هو الأول والأخير , تفرض نفسها ورأيها ,» بالفيتو « في الأمم المتحدة بمجرد رفع يدها , والقول» لا « وهي لا تستحي, بفعل ذلك , عشرات المرات منذ قيام إسرائيل . وظلت سياستها « ملتزمة ومخلصة «. ويعني هذا كما هو في الواقع , دعم إسرائيل البلد غير الديمقراطي , والمستعمر المحتل وطن الشعب الفلسطيني دون حق . ويعني هذا أيضا أنها تستغل الفرص لتفرق العالم , بدل ان تكون المصلح الكبير للديمقراطية التي تدعيها . ويعني هذا أيضا أنها بالفيتو لا تلتزم بالشرعة الدولية , عندما تتحيز بصوتها لاسرائيل .
عندما تربع أوباما على كرسي الرئاسة الأمريكية , قبل ست سنوات , رحّب به العرب والفلسطينيون بشكل خاص بعد , خطابه التاريخي في القاهرة وتفاءلوا به خيرا . ومع مرور الزمن تبين أنه يسلك على خطى أسلافه وسياستهم . فالقضية الفلسطينية, تتعقد كل يوم بسبب سياستها باعتبار اسرائيل الولاية الواحد والخمسين أو» الولد المدلل « , الصفة التي اطلقت عليها منذ منذ أن تبنتها امريكا, ودعمها اقتصاديا وعسكريا ومعنويا , لتصبح أعتى أنواع الاستعمار الجديد . لا تعاقب على ما اقترفته وتقترفه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني , الذي اقتلع من أرضه , ليستبدل بيهود غرباء من انحاء العالم , على حساب أصحاب الارض الاصليين .
وفي الوقت الذي يحاول اوباما ابعاد هذه الشبهات عن أمريكا , الا أن ما يجري اليوم في الأمم المتحدة , من تحرك جديد للفلسطينيين , وبعد أن قامت الأردن بصفتها عضوا في مجلس الأمن برفع مشروع قرار لمجلس الأمن باسم الفلسطينيين ,لانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية , نرى أن أمريكا لا تزال مع إسرائيل , تعيقان أي مشروع دوليّ يضع تاريخ عام 2017 , أو أي جدول زمني لتنفيذه . وهنا أصبح واضحا أن أمريكا بالفيتو الذي تلوّح به صراحة , لا تخجل , من سياستها المتناقضة والتي تكيل بمكيالين .
أمريكا من دون استعمال للفيتو الذي تعودت علية لتنقذ اسرائيل في المحافل الدولية , يعني أنه ,سيفتح المجال للدول التي تسير في فلكها لتكون أكثر جرأة في رؤيا الواقع , وبخاصة أن فرنسا والدول الاوروبية الاخرى , أصبحت أكثر ايجابية في التعامل مع قرارات الامم المتحدة . ولم يأت هذا الجديد الا مما جرى ويجري للفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي الوحشي .
لم يبق لأوباما غير سنتين في البيت الابيض , فلعله يشرب «حليب السباع « ولا يستعمل الفيتو الفزاعة التي كانت دوما فعّالة في عرقلة حل القضية الفلسطينية و هي اقامة الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف . لقد كان الفيتو الأمريكي , أحد العوامل التي تربت عليها إسرائيل , وأفسدتها , وهذا بلا شك يعرفه أوباما . واستمرار الاحتلال كل هذه السنين بالفيتو الامريكي لن يسجل لأمريكا ولا إسرائيل الادعاء «بالديمقراطية « التي يتاجرون بها زورا . كان هناك انتقادات , منذ عقود على عقم الأمم المتحدة بحل مشاكل العالم , بل بحل القضية الفلسطينية , ولذلك يلزم اليوم الغاء «هذا الفيتو « , واعادة بناء الأمم المتحدة , دون الفيتو الامريكي . !!