لفتني في أخبار أحد الجرائد اليومية  المحلية  خبرا يتعلق بالتعليم , وهو  دمج مدرستين في بلدة شطنا  في شمال الأردن والتي تقع بين بلدتي كتم والحصن.  و موضوع التعليم  يناقش بشكل دائم في الاردن وبشكل  عام في  مراحله المختلفة ، لعدة أسباب  . ومنها التطرق لنوعية التعليم التي يراها البعض قد أصبحت أضعف من الماضي , لتسبب منتجا من المتعلمين  غير مرض في جميع المراحل .. ويبدو هذا النقاش  صحيا  إذا ما أخذنا الاهتمامات  كوسيلة  تدفع للتحسين والتحفيز , وليس فقط للنقد ليس الا . فالأردن , اهتم با لتعليم , منذ العشرينيات من القرن الماضي , ووضع قانون التعليم الاجباري للجنسين منذ 955 1، ولديه المدارس الابتدائية في كل المدن والقرى , بالإضافة لذلك العدد الكبير من الجامعات الحكومية والأهلية التي تخّرج الاف الطلا ب والطالبات في التخصصات المختلفة , ومنها التعليم العالي  والتكنولوجيا الحديثة . ويعرف أن  الأردن  قد أصبح من الدول ’ الأقل نسبة في الأمية , مع لبنان ,  وفقا لاحصائيات اليونسكو حوالي 7% فقط وهي نسبة جيدة إذا ما قورنت مع بعض الدول النامية .


وبالرجوع للخبر , فان  الدمج سيتم في السنة الدراسية القادمة لهذا العدد القليل- مجموع المدرستين- الذي لا يزيد على 23 طالبا وطالبة يجلس فيه الأولاد والبنات  جنبا لجنب ويكون التدريس مختلطا حتى الصف  الرابع . والملفت أيضا أن عدد البنات يبلغ 19 من المجموع  بينما يستمر تعليم الأولاد القليلين الى الصف السابع . إن فكرة ضم المدرستين  يعني الاهتمام بالتعليم مهما كان العدد  المرشح للتناقص , كون المجتمع والبيئة في ذلك المكان  طاردة وليس جاذبة للسكان ,و كونه مجتمعا ريفيا بدويا يعتمد في حياته على الرعي ّ . وعدم الاستقرار .


إن مثل هذه المجتمعات الريفية  المهمشة البعيدة عن المركز عادة ما تكون ضحية, للمعيقات التي تقف  في طريقها للاستمرار بالنمو والمساهمة أيضا في عملية التنمية , المفروض أن تكون تنمية مستدامة . ومن أجل حل وقتي ومستقبل استمرار هذه  المدرسة الوحيدة بالتعليم , سواء للبنات أو الاولاد , فلا بد من مواصلة تتبع مسار التعليم واستمرارية الطلاب وإن كان عددا قليلا سواء بالتعليم  بالمنهج الحالي أو أيجاد مشاريع مساندة وعملية تعمل على تأهيل وتمكين الافراد من استمرارية  تعليم القراءة والكتابة . فكما نرى  اليوم  أن طلاب  الرابع أو حتى  السابع الابتدائي , مع الاسف غير قادرين  على  القراءة واستيعاب المحتوى .  ففي هذه المجتمعات التي لها خصوصية , لا بد من وضع منهاج ,خاص يجذب الطلاب والطالبات  لمتابعة تعلم منهج  القراءة والكتابة  ودراسة الموضوعات المختلفة .  وبخاصة أنه في تعذر ذلك , سيعمل على   دفع  أهالي البنات الى الزواج المبكر , في مجتمع تقليدي , سيزيد المشاكل الاجتماعية  الكثيرة التي تنجم عن العادات والتقاليد التي يدعو المتخصصون لتغييرها .


هذا الخبرعن “مجتمع مهمش “ مثير للاهتمام   لأنه  يفتح الباب  للتعرف على إحدى المشاكل الكامنة  والمستقبلية في المجتمعات المهمشة .. ومن المهم  إجراء الدراسات الجادة , التي تعمل على ابقاء التعليم التقليدي  الذي يسمح للفرد تنمية قدرته بالقراءة والكتابة ومواهبه الفكرية , وبخاصة   ونحن نشكو من قلة القراءة بيننا و حتى من  المتعلمين تعليما عاليا .   فلا بد أن يكون بين  أفراد مثل هذه المجتمعات   من يحب الخروج من هذا  الواقع بواسطة القراءة على الأقل . .بالاضافة فهناك أيضا  بين طلابه من هم أنسب لتلقي  التعليم المهني الذي سيعمل على تمكين الفرد من استعمال علمه في حياته المعاشة . . و لعل المشاريع الصغيرة تعزز ذلك .  نوع التعليم المطلوب  والكشف عن القدرات العقلية لا زلنا بحاجة له في أكثر من مكان ومجال .

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment