سجل  التاريخ  يومي السبت 9 نيسان  والأحد  10 منه  حدثا عالميا ليس عاديا ومفاجئا للعالم  بعد أن اجتمع الزعيمان أوباما وكاسترو  في قمة الأمريكتين في بنما وبعد  “عملية  مصالحة سعيدة “ . وكان  اللقاء  الأول غير الرسمي الذي تم بمصافحة وتبادل بضع كلمات ,  بينما يمسك العالم أنفاسه . أما وقد تم الاجتماع الثاني” المحتمل “  بشكل رسمي ومغلق ولمدة ساعة , فقد بشر الكثيرون أن النوايا صادقة والعملية ستتم , بعد ما كانت سرية لمدة ثمانية عشر شهرا . ليبدأ عهد جديد بين وشنطن وبنما، وبالتالي للقارتين .


. وأخيرا وبعد ثلاثة وخمسين عاما من القطيعة الحقيقية , تم اللقاء التاريخي الذي كان مفاجأة للعالم المتخبط بالمشاكل التي خلقتها أمريكا أينما اتجهت . خاصة أن العالم لا يزال منقسما  في الحب والكره بين نظامين مختلفين أيدولوجيا،  ويعيشان حرباً باردة ظلت ساخنة  بعد انتهاء الحرب الباردة بانتهاء الاتحاد السوفييتي.

 فالخلافات  ما زالت عديدة متوارثة  خاصة أن أمريكا التي تطارد العالم بحجة الإرهاب , وضعت كوبا على قائمة الدول المساندة للإرهاب، مثل: السودان وسوريا وإيران . بالاضافة الى العقوبات الاقتصادية الثقيلة  المفروضة على كوبا . وبالطبع، فأوباما ليس مسؤولا عن هذا الفعل طويل الأمد , وسيعمل على إزالته وهو ينتظر الكونجرس، ليتمكن بعد ذلك من إعادة فتح سفارة البلدين والعلاقات الديبلوماسية.


 ويبدو أن الزعيمين  قد تصارحا  وفتحا قلبيهما لبعض، حيث بيّن اوباما” حسن النوايا “وأبدى رغبة بالبدء في مجالات مهمة بالنسبة له، مثل التطبيع السياحي ومحاربة الإرهاب والمخدرات . وبالطبع وبما أن أمريكا تعتبر نفسها أم الديمقراطية . وصانعتها فقد نصح الرئيس الأمريكي ,  كاسترو حول موضوع الديمقراطية الأمريكية، ونسي ما تقوم به أمريكا من تلقين هذه الدروس لدول العالم التي تثير فيها  الحروب والفوضى “الخلاقة” و من تحيزات لإسرائيل وأعمالها الإجرامية ضد حقوق الإنسان و الفلسطينيين باسم” الديمقراطية والسلام “ .


 كاسترو يفهم لغة أوباما جيدا , وهو أيضا ديبلوماسي رغم عقيدته الثورية , فهو مصمم على أن يتحلى بالصبر، ولذلك أشاد بأوباما كشخص و وصفة بـ” الرجل المتزن “  و”المحاور المحترم” الذي سيؤدي الى تقليص الخلافات الكثيرة المتراكمة .


ولإبداء حسن النوايا أفرج “كاسترو” عن عشرات السياسين في إطار الاتفاق الأمريكي الكوبي . وحسناً فعل، بينما أوباما لا يزال يراوغ فيما يتعلق بإقفال غوانتنامو .


  إذن، بدأت العلاقات بين البلدين  التي لا بد أن تعود على أحد الطرفين بـ” الخير” قبل أن تبدأ الخطوات الصعبة، ولعل أول خطوة أمام الناس من الطرفين، ستبدأ بالتطبيع السياحي .
 ومعروف عن الأمريكان أنهم عادة ما يبحثون عن رحلات سياحية  مشوِّقة  أو تجارية , ولعل ذلك العدد من السيارات  الموجودة في كوبا والتي شاهدناها على الفضائيات  من موديلا ت الخمسينيات والستينيات والتي أصبحت تاريخية وتراثية ستأخذ  الكثيرين لكوبا  وأولهم الشركات الأمريكية صانعة السيارت كما المتشوقين لاستعمالها . فعلا إنها حقبة جديدة في السياسة الأمريكية التي لا تنام وهي تبحث عن المفاجآت. وسنتابع  الخطوات التالية بشوق لمعرفة ماذا تخطط أمريكا، ولعله خير؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment