نفت إسرائيل في تقرير أعدته مؤخرا حول استهداف المدنيين في غزة في حربها الوحشية عام 2014 . استعدت كالعادة، بسلاحها الكاذب لتبرير” جرائم الحرب “ التي قامت بها 1914 وجاء التقرير كالعادة لمحاولة الدفاع عن النفس أمام المجتمع الدولي . ولعل هدفها من ذلك في هذه المرة كغيرها من المرات للدفاع عن النفس أمام المجتمع الدولي بعد تقرير الفلسطينيين لعرضه على لجنة حقوق الانسان في جلستها المنوي عقدها نهاية الشهر الجاري .
إسرائيل دائما مستعدة بتقاريرها التي يضعها خبراؤها العسكريون بعد كل حرب تثير الرأي العام العالمي ضدها إذا ما عرفوا الحقيقة . ما قامت به إسرائيل في حربها على غزة قبل سنة، ما سجله التاريخ بوثائق دقيقة ، وإن كانت واضحة وضوح الشمس ، ولم يمض وقت طويل لنسيان ما شاهده أي إنسان أينما كان . فلا يمكن نسيان ما شوهد على الفضائيات العربية والاجنبية من قصف البيوت وقتل أهلها أو اخراجهم من بيوتهم للعراء غير الآمن ، وقصف المؤسسات المدنية من مدارس ومساجد ومؤسسات حكومية .وتشير المعلومات المنشورة ، بأن تقرير إسرائيل ، يتضمن اللعب على وتيرة” محاربة الارهاب “ التي تهدف للتحريض ضد حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية .
الكثير من الأكاذيب سنعرف عنها في حينه وبعد عرض التقريرين على لجنة حقوق الانسان . إلا أن الحقيقة التي ستظل شاهدة على الجرائم ضد الانسانية التي تقوم بها في الحرب أو تحت الاحتلال هو خير توثيق .فكيف تقسر إسرائيل صور المعاناة للفلسطينيين المستمرة . فمثلا ،هناك شريط نشر لجنود الاحتلال وهم يضربون فلسطينيا مطروحا أرضا في مخيم الجلزون للاجئين في الضفة الغربية المحتلة ، أو عقوبات يومية من احتجاز مؤقت الى السجن لسنين طويلة مع وقف التنفيذ ، بالاضافة الى التوبيخ اللفظي والاهانات . ولا ننس معاناة الأسرى في سجون الاحتلال التي تنقصها أية معاملات إنسانية تفرضها قوانين حقوق الانسان . ولعل سرد ما يجري من أمثلة على معاناة السجناء الشرفاء للإحتجاج على المعاملة غير الانسانية والوحشية مثل إضراب الأسرى عن الطعام ، والتي باتت تفضح إسرائيل أمام الرأي العام العالمي ، وبخاصة أنها من حقهم حسب القوانين الدولية ، ما يزيد في ارباك إسرائيل ، ونشاطها في كتابة التقارير الكاذبة وقلب الحقائق .
إن متابعة ما يجري للفلسطينيين في غزة المحاصرة من سنين ، ومن معاملة إسرائيل للذين يحاولون دعم الفلسطينيين تحت الاحتلال يرى مدى عمق المأساة الفلسطينية المتجددة . ولا بد وقد قرب موعد إثارة التقرير ، ان يستعد الفلسطينيون والعرب والمناصرون وبكل الوسائل الإعلامية والقانونية من فضح إسرائيل ،التي تزوّر التاريخ والاستمرار بمطالبة تحقيق دولي عادل . والسؤال هل نحن مستعدون ؟