في ظل سياسة التطهير العرقي التي تجرى للفلسطينيين تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ النكبة، ودون توقف ، نجد أن ذلك يجري بأساليب متعددة من أجل تحقيق أهداف تهويد فلسطين . وبالمقابل فإن اسلوب النضال الصعب الذي يقوم به الفلسطينيون منذ ذلك التاريخ ، لم يتوقف ولذلك يزداد عدد الذين يزجون في السجون من الكبار والصغار ، أو من الشهداء أو ممن يطردون من بيوتهم وأراضيهم . ومن بين هؤلاء المعاقبين دون رحمة هم راشقو الحجارة بغضب على العدو . وكما هو معروف ، فإن العقاب على من يرشق الحجارة في اسرائيل ، شديد ومؤذ وغير إنساني وضع ضمن قانون خاص منذ الانتفاضة الاولى والثانية التي كان الحجر سلاحا فعّالا وأداة من أدوات النضال بأيدي أطفال الحجارة. وكان للحجر عقاب شديد هدمت بموجبه بيوت وطردت عائلات من بيوتها لتصبح مشردة في أراضيها أو ارغامها للهجرة خارج البلاد .
يبدو واضحا اليوم أن سياسة التنكيل بالفلسطينيين تتعاظم كل يوم ، ويزاود محبو الكراسي والعنصريون في حكومة نتنياهو الجديدة بمشاريع قوانين أكثر شدة على راشقي الحجارة ، وكما يتبين من اقتراحات وزيرة العدل الجديدة و تقديم مشروع قرار، لتعديل قانون العقوبات ليصبح أكثر قسوة ولتصبح العقوبة 20 سنة مثل عقوبات المجرمين . ولعل هذا يدل على تخبط الوزيرة إييليت شاكيد وخوفها من حجارة فلسطين . من المضحك أن تستمر إسرائيل في الابداع في كيفية قتل الفلسطينيين ، ووضعهم في السجون ، علّهم يتوقفون عن مقاومتها بالحجر ورفضهم مواصلة اسرائيل سياستها الاستعمارية العنصرية التي لا تلتزم بالشرعة الدولية .
إسرائيل لم تتعلم ولن تتعلم أن القوانين التي تفرضها على الفلسطينيين لم تنفع ولن تنفع ، لأنها وجدت غير شرعية وظلت تتصرف بوقاحة دون احترام للمواثيق الدولية . وتحت عيون العالم تستمر بسياستها المتواصلة لطرد ما تبقى من الفلسطينيين ، وافراغ القدس من أهلها ، والاعتداء على الأقصى والاماكن الدينية المتواصلة ، التي يرفضها الفلسطيني ويقاومها بالحجر . ولم تتعلم اسرائيل أن السجون والقمع والتهجير وطرد أهل القدس من المسلمين والمسيحيين لم تنفع . فاسرائيل لا تحترم أية قوانين غير قوانينها العنصرية ، فكيف بها تقترح المزيد منها وهي ترشق القدس بشكل خاص بأحلامها السوداء المدمرة علّعها تصبح لها وحدها تطبق بها سياسة الخرافات التلمودية التي لها مريدوها من المهووسين .
نجحت إسرائيل ، بقتل القدس باجبار الكثير من ناسها الى ترك المكان ، وقامت بوضع قوانين لتفريغ القدس من سكانها من المسلمين والمسيحيين رغم أن القدس لها وضعها الخاص ولا تسري عليها قوانين الاحتلال وظلت عصية على تحقيق أحلام الاحتلال وشارون في قبره الذي استفز أطفال الحجارة . و للوزيرة التي تكره الحجر الفلسطينيي ، نقول الحجر سيظل حيّا وسيظل يرشق من يسرق حجارة فلسطين بالحجر ! .