أخبار صباحية تنعش القلب في يوم واحد للمواطن الأردني بشكل خاص والعربي بشكل عام، جاءت في وقت واحد هذا الصباح تتعلق بسلعة استراتيجية – المادة التي كانت ولا زالت مؤشرا لنوعية حياة المواطن في الصيف والشتاء، وهي دون منازع تتعلق بالمحروقات، الخبر الذي زفه رئيس الحكومة عبد الله النسور “ للشعب “، “تخفيض الأسعار على المحروقات “، التي كانت ولا زالت موضع تأفف وشكوى . ولعل السعادة على وجوه من ركضوا ليملأوا خزان السيارات بالوقود لتعزز أثارها على المواطنين محدودي الدخل . وجاء الخبر مع خبر آخر مريح ، وإن كان” خارج السياق “وهو إعلان النسور “ دفن” قانون الانتخابات الحالي” الصوت الواحد “ والعودة الى قانون 1989، إلا أنني أردت الاحتفاء به، وقد أصبح اليوم مميزا للشارع الأردني الذي يبحث عما ينظم ضربات القلب المتلاحقة التي تسبب القلق ولتشعرها بالتفاؤل، والراحة ولو بشكل نسبيّ، ونحن نتخوف من النيران الآتية من أكثر مكان سواء بالغاز أو غيره !.
يتزامن الإعلان عن تخفيض المحروقات في الأردن، مع موضوع أكثر أهمية يتعلق بالمحروقات على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي ولا أدري إذا كان ذلك صدفة ؟. فقد اراد الله سبحانه وتعالى أو المخططون في مصر وأماكن اخرى غير إسرائيل، أن يمن الله علي مصر باكتشاف” أكبر حقل للغاز الطبيعي في المياه الإقليمية المصرية في البحر الأبيض المتوسط “ . – خبر المائة مليون هذا – جاء في الوقت وحروب “الغاز والنووي” تكاد تحرق المنطقة وترفع درجات الحرارة أو تخفضها لحد الموت .
يأتي حقل الغاز الجديد ليضيف الاضطراب لاسرائيل في التي تتحرك به وبشبح النووي وطموحاتها وشركائها بالسباحة في المنطقة دون حدود . ويرى الخبراء والمراقبون لهذا القطاع الأهم، الهلع الذي أصاب إسرائيل من جراء اكتشاف مصر لحقل الغاز الضخم . وبدت أثاره الفورية السلبية على الأسواق المالية الإسرائيلية، فقد بلغ الانخفاض بنسبة 12% . ولعل القلق الأضخم هو خوفها على مصير اتفاقيات صادرات الغاز الى كل من مصر والأردن . وكان هذا حتى اليوم مصدر جدال وعدم رضا شعبي من المواطنين الذين يرفضون مثل هذه الاتفاقيات، وخاصة النشطاء الذين لا تكاد تسير مظاهرة احتجاج حول الاتفاقيات مع اسرائيل والتطبيع إلا وتكون شعاراتها في الشارع، هي الكثرى ارتفاعا . وفي الشارع المصري فالأصوات كانت دوما عالية ضد سياسة التعامل مع اسرائيل وبيع غازه” بتراب المصاري “لإسرائيل.
إن بئر كبيرة من الغاز أو البترول تكتشف في مصر أو أي بلد في المنطقة، كما”يحدث اليوم “تلخبط “ الحال، وربما تجبر الدول مراجعة حساباتها من جديد لكي تراجع الاتفاقيات المتداخلة من أجل حرية أكبر في التحكم بثروات الأرض لصالح الشعوب العربية الفقيرة التي ينهشها الفقر والمرض وفقدان متعة الحياة بسبب هذه الحروب المتجددة التي يبحث عنها المستعمر . هذه الاخبار مثيرة ليس للشارع العربي بل للعالم، ولعلنا نصبر قليلا ونتابع التطورات التي ستزيد من غضب إسرائيل، علّها تستيقظ من أحلامها السوداء وكوابيسها المتلاحقة دون حدود أيضا!.