ببناء عدد من االجدران الاسمنية القبيحة التي أكثر ما تدل عليه هو بناء السجن الكبير وحشر من تبقى من العرب الفلسطينيين في الضفة والقطاع وداخل الخط الاخضر . لم يتوقف عمل إسرائيل بالعمل ليلا ونهارا لاقامة المزيد من الضغوط لكي يرحل الفلسطينيون . في تقرير شهدناه على التلفزيون عن حالة سكان القدس االذي فصلهم الجدار عن محيطهم الطبيعي وحقهم بالهواء والتحرك والتنقل والحياة مع أهل القدس .منذ عشر سنين بنت إسرائيل هذا الجدار الذي يعني أكثر مما تدعي أنه من أجل امن إسرائيل . بنته لتقتل الناس وتميتهم ببطء أو ترغمهم على الرحيل .
الجدار العازل في القدس بعد عشر سنين من إقامته ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الدولية كان له تأثير حياتي كبير، ولا يزال يتفاقم على الانسان الصابر تحت الاحتلال . فقد سبب هدم عدد من المنازل ورمي أصحاب البيوت في العراء وكما فعلوا -أيضا- عندما استولوا على بيوت في القدس القديمة لتهجير أصحابها واسكان المستوطنين المتطرفين الذين يريدون السكنى قرب المسجد الاقصى ليظل تحت نظرهم من أجل هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه . . بالاضافة فجدار الفصل هذا سبب في تدهور الوضع الاقتصادي للفلسطيني الذي منع من التواصل مع الفلسطينيين ليقوم بعمله بالاضافة إلى أنه سبب بزيادة الضرائب، كما وصول السياح للمناطق العربية وللتمييز بينهم وبين اليهود لافقاره بشتى الطرق . ولعل شكاوى الفلسطينيين عن معاناة طلاب المدارس للوصول لمدارسهم ليبعث على الحزن واليأس أيضا، ولا شك أن مناظر الاهمال من بلدية القدس للمحافظة على البيئة ومنع تلوث المياه وانتشار الامراض بسبب تراكم النفايات ،ليزيد الانسان ألما والمقدسي هناك ضائع بين مسؤولية الاحتلال أو السلطة ، كما عبر أحد سكان جيرة الجدار .
إن الجدار بمفهومه الإسرائيلي، وإن كانت إدارة الاحتلال تتحايل على ذلك، هو أداة قبيحة للفصل العنصري والتطهير العرقي أيضا، أينما وجد جدار ماديّ أو معنويّ أو سياسيّ كاذب. مثل الجدار المحاذي للجزء الشرقي من القدس، إذ كما نرى لمنع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الاقصى، ولعل ارتفاع الجدارالذي يسير بين أبو ديس وراس العامود الى 2متر خير دلالة على هذا العمل غير الانساني وأبعاده .
لقد أصبح جدار الفصل العنصري ، ذلك الجدار الذي بني ليفصل الخط الأخضر ، وصل طوله الى 730 كلم ، ومن أجل محاربته فهناك حملات متتالية لاسقاطه من المواطنين العرب الصامدين، وقد بني وقضم 46% من أراضي الضفة، وحجز بلدة بلعين ليوم الجمعة للتظاهر ضده خير دليل . فالجدران التي اصبحت إسرائيل هذه الأيام تواصل التفنن في تمديدها وتقسيم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لبناء الكنتونات، والمستعمرات؛ ما يبعث على الغضب الساكن، وكأن القضية الفلسطينية في حالة موات ولم تضعف جذور صمود الانسان تحت نظام عنصري ووضع محلي واقليمي لا نحسد عليه . إن خطة إقامة الدولة اليهودية التي يحصنونها بالجدران لن تنجح لأن السياسة الصهيونية التي أقامت اسرائيل ، “الدولة “ قد أصبحت معروفة للعالم ، وخداع انسان هذا العصر أصبح صعبا لحل القضايا الصعبة الاستعمّار الجديد يحاول تغيير لونه وأساليب خلق الفوضى في منطقتنا وكما هي سياسة الفوضى الخلاّقة التي أوجدتها أمريكا لتعصف بنا .