ما يجري في فلسطين اليوم في  اسرائيل  من قتل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم واراضيهم ليس جديدا  ، لا بل هو استمرار للعمليات الهمجية  بعد  أن  قررت الصهيونية العالمية استعمار فلسطين . الجيش الاسرائيلي اليوم يقوم بالليل او النهاربإطلاق النار على الشباب والشابات في القدس والخليل والقرى العربية  في الشمال والجنوب  وداخل” الخط الأخضر”  ما إلا هو محاولة لإكمال خطة التطهير العرقي  أو طرد الفلسطينيين من أرضهم .  وكان هذا الفكر نابع من الفكر السياسيى الصهيوني ، الذي وضعه مؤسس الحركة تيودور هيرتزل وتعزز بوعد بلفور 1917  . فهذا الفكر  وجد بهدف تطهير فلسطين من سكانها الاصليين  وجلب  يهود جدد الى البلد ليحلوا محلهم . وقد طبقت الصهيونية هذه النظرية عندما طردت حوالى ثلاثة أرباع المليون من الفلسطينيين من وطنهم  1948  وإقامة اسرائيل. فقد جرى ازالة اكثر من 500 قرية وبلدة عربية  لتصبح أثرا بعد عين . وظلت السياسة الصهيونية تراهن وتعمل على تصفية كل من له ذاكرة عن فلسطين التاريخية ونموها الاجتماعي والثقافي والتراثي والسياسي .


أن عملية  التطهير العرقي لم تتم ولم تنجح للان . فقد ولد أولاد وأحفاد للفلسطينيين  الذين هجروا وازيلت بيوتهم من الوجود ، ولد جيل صلب من رجال ونساء لا يخافون التشرد والموت  يموتون ولهم ذاكرة عما يعني  الوطن من أرض وإنسان ، وبهذا  كشفوا  عن خطة  التطهير العرقي ، الاسرائيلية و الجريمة الانسانية بامتياز التي يحاولون إتمامها .


عشرات الشهداء الذين يسقطون بدم بارد بأيدي جيش يتخطى جميع  القواعد الانسانية والاخلاقية ،ولا يفرق بين طفل وشاب ، وبين شيخ وأم حامل ، ولا بين معتكف للصلاة ومؤمن بالديانات السماوية . ولعل أعمالهم وعدد ضحايا جرائمهم تشير ذلك بوضوح . فقد  أسفرت موجة العنف ضد الفلسطينيين الغاضبين والرافضين للمارسات الصهيونة  في شهر اكتوبر من السنة الحالية أرقاما تشير الى مدى استعداد أهل فلسطين من نساء ورجال ، وأطفال للتضحية والتمسك بحقهم بارضهم ، ومقدساتهم الدينية الاسلامية والمسيحية .


لقد اصبج انتهاك  حرمات القدس الشريف ، إحدى سياستها  الاستعمارية الواضحة كما أصبحت معروفة للمحافل الدولية . فاسرائيل اليوم مسعورة وغير عابئة بالقوانين الدولية، تستفز العالم ، وهي تواصل تطهيرها العرقي ، وتقوم بتشريع بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية على أراضي أصحاب الأرض الاصليين . اسرائيل تقوم بعقاب الفلسطينيين بهدم بيوتهم وتشريدهم ، وهي نفس الاساليب التي استعملتها العصابات الصهيونية 1946 و1947 و1949 .لقد شردت شعبا حسب خطة منهجية  لاقامة دولة عليها . رقصت عصابات الهغاناة على موسيقاهم ( أفا هجيلا ) في شوارع القدس ويافا وحيفا مبتهجة ، بعد أن سجل التاريخ لها  جرائم لن تمحى ومنها  مذبحة دير ياسين التي يعرفها العالم أجمع .


. إن الواقع المزري  المستمر والمتجدد بالنسبة لمعاناة الشعب الفلسطيني ، لا بد أن يتغير ، فدولة فلسطين رفع علمها على الأمم المتحدة ,لا بد أن يوقف العالم جرائم الاحتلال وجرائم التهجير والمعاناة الفلسطينية .ولا بد أن  تقوم الدول التي اسست الأمم المتحدة 1945بالعمل لتطبيق ما جاء في ميثاقها  والنظام الاساسي لمحكمة العدل الدولية “ .لكي لا تظل حبرا على ورق . ولعل هذه الدول ، وقد أصبحت ممارسات إسرائيل معروفة أن توقف هذه الجرائم ضد الفلسطينيين الذين يقتلون بدم بارد في بيوتهم وفي شوارع فلسطين  والعالم يتفرج ؟؟ .

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment