والعيد على الابواب في هذا العام كثير الأخبار والأحداث ، لا يسعني إلا أن أظل صديقك . فأنت لي الممر للحياة البيضاء والسوداء والملونة أيضا . قد يبدو للبعض أنني”حُشريّة “ولكنني لا اعتقد ذلك ، ولذلك أتكلم . أنت يا صديقي بائع العلكة وشعر البنات والشمسيات والأزهاروالجرابين القطنية البيضاء القصيرة ، أراك إنسانا نشيطا تتراكض بين السيارات وتقترب من شباك سيارتي , وأنت تلوّح ببضاعتك الخفيفة في هذا السوق الهامشي , الذي كثيرا ما يطاردك فيه أحدهم “كمسؤول” ليمنعك من البيع المتجول في الشارع . أقول لك يعطيك العافية وأنا من أنصارك لكي تظل تعمل من أجل “عيلتك “ضمن المعقول . وبهذا السياق ، انت ايتها البلدية والمسؤول ، أقول أتركوه يسترزق بالحلال وقولوا معي يعطيك العاقية . ولعل وزارة التنمية الاجتماعية في هذا العيد أيضا تغض النظر عن وجود أولئك الاطفال الكثر في هذا العيد الذين يبحثون عن العيدية في الشارع وهم من كل حدب وصوب ، ليس لشراء الحامض والحلو ، بل لكي يدفع ثمن مكان تأوي العائلة فيه لأنه لاجئ .
وأنت أيها الطاعن بالسن الذي تتجول بين السيارات أيضا وتحمل علبة العلكة ، أو محارم الورق ، يعطيك العافيّة ، انا لا اعتبر هذا” شحدة “ لأنك لولا ما كنت محتاجا لما قمت بهذا العمل المضن يذه السن المتقدمة , وانت في شيخوختك التي يجب أن تحترم من قبل المسؤول أيضا , أنا معك لأنك تعمل أيضا ، وإن كان هذا العمل لا يليق بك . ففي الغرب هناك مثلك أيضا ، ولكن منهم من يتمتع أثناء هذا العمل فيجلس على الارض في مكان ظليل أم في نفق يعزف على الارغون الموسيقى ليطرب الناس ونفسه مقابل بضعة فرنكات
وانت يا سائق” الأصفر” المستعجل دوما ، أعني يا سائق التكسي الذي أصبح من كل الالوان ومنه الأخضر والابيض ، تمهل ، لإانك أيضا مظلوم ، تضطر للتلاعب بعداد التاكسي الذي يعطيك حقك كما تمليه الجغرافيا والمسافة ، تمهل ورفقا بي ولا تتسل من جانبي خفية لتلحق بالراكب المجهول ، وتسبب خدش سيارتي أكثر من مرة , العيد على الأبواب والكل مثلك مستعجل ليلحق الزمن لشراء فستان العيد أو البدلة أو لعبة الولد . .فاحذر الخطر لأن الخطر هو عليك وعليّ .
وأنت يا صديقي رجل السير ، الذي أوقفتني من دون السيارات حولي يمنة ويسرة ، لأنك تريد مخالفتي دون سبب , وهل لأنني لا أضع الحزام وأنا داخل الشارع الذي لا أحد يلبسه مثلي ، لقد حسبت سيارتي مرسيدس ، لا والله إنها نيسان ، سيارة شعبية ولن أدفع الغرامة ؟ شكرا لك للتمنيات لي بالسلامة ولك وردة اشتريتها من صديقي الذي يبعث السعادة في الشارع قبل العيد . لكم جميعا أصدقاء الشارع التمنيات بالصحة والسعادة كل على هواه في هذا العيد.