اسرارا جديدة تكشفها إسرائيل تتعلق بالمشروع الاستيطاني الاسرائيلي لتهويد ما تبقى من فلسطين . فإسرائيل عادة تضع خططها الاستراتيجية وتواصل تنفيذ مشاريع من أجل الوصول لأهدافها . اليوم تعمل على مواصلة تنفيذ مشروع الاستيطان الاستعماري لفلسطين الذي” اشتهته “ منذ اواخر القرن التاسع عشر , وتبلور بشكل واضح في المؤتمر الصهيوني الاول 1997 في بازل في سويسرا . كبر المشروع بتضخيم اسرائيل نفسها بعد إقامتها زورا وبهتانا , كما يشهد التاريخ . كان هذا المشروع ولا يزال عقبة في ايجاد حلول لإيقاف تمدد إسرائيل ومواصلتها سرقة الأراضي وطمس معالم القرى والبلدات العربية وقلعها من الجذور . ومن يتوقف عند بعض الأمثلة ليرى بوضوح ألأسلوب الاستعماري المتوحش .
من أجل بناء المستوطنات كانت التحضيرات منذ بداية الانتداب البريطاني الذي لعب دورا غير أخلاقي بالسماح للحركة الصهيونية بانشاء كيان أو” وطن قومي “ 1917 في فلسطين على حساب الفلسطينيين العرب اصحاب الارض الأصليين منذ البداية التي كان لهم أرضا هوية وجذور . أنشأت الصهيونية عصابات صهيونية ارهابية من الهاغاناة عام 1920 وكانت الذراع العسكري للوكالة اليهودية للاستيلاء على فلسطين بالسلاح وطرد السكان .
ولعل أسلوبهم اللئيم قد ظهر واضحا وهم يقيمون الكيبوتسات والحاق الضرر بالقرى القريبة منها . و من اللافت أن التخطيط المنهجي الذي وضعه الصندوق القومي اليهودي لطرد الفلاحين من أراضيهم وخاصة أن المجتمع الفلسطيني كان بغالبيته مجتمعا زراعيا . وبالرغم من ذلك ظل الفلاح يقاوم وهو يزرع أرضه ويتحمل ظلم الانتداب البريطاني الذي كان يفرق بالأجر بين العامل اليهودي والعربي ، بمنح الأجور الاعلى لليهودي .
لقد كانت الاساليب المدروسة والممنهجة للاستحواذ على الأراضي العربية مستمرة .قام الخبراء اليهود المعششين في الادارة البريطانية الانتدابية بوضع مشروع “ ملفات القرى “ وذلك بإجراء مسح فوتوغرافي جوي للقرى ووضع خرائط وجمع المعلومات بالتفاصيل الدقيقة . ومن يطلع على هذه الوثائق ليرى النيّة الاستعمارية لسرقة الارض واقامة المستوطنات عليها لكي بمسحوا كل أثر للقرى العربية , وكما حصل بالفعل في عملية التطهير العرقي التي قامت الصهيونية والعصابات الارهابية بفعلها . قام الخبراء الصهاينة في الثلاثينيات 1938 بوضع ملفات خاصة بكل قرية عربية : الموقع الطوبوغرافي ، نوعية الاراضي ، بنابيع المياه ومصادر الدخل الرئيسية وتركيبات القرية ونسيجها الاجتماعي والانتماءات الدينية ، وأسماء المخاتير ، والعلاقات بالقرى الاخرى ، وأعمار الرجال من ( 16- الى سن ال 50 ) ،و قامت بمعرفة مدى العداء للحركة الصهيونية . وبنت المعلومات ، على حجم المشاركة في ثورة 1936 وعن السجناء والأبطال العرب.
لقد كانت ملاحقة أهل الريف الفلسطيني ، خطة مؤكدة انهم وراء الارض ولهدم البيوت ، وطمس الاثار وتغيير اسم القرية ليسموها باسم المستعمرات التي ما زالت تقام بالألاف على انقاض القرى والبلدات الفلسطينية .
هذه الحقائق نناقشها اليوم بعد مناورات نتنياهو وأكاذيبه المستمرة بأن إسرائيل تريد السلام ، وهو يؤيد إقامة الدولتين بينما تقوم حكومته في الكشف عن مشروع استيطاني ضخم اقرته اسرائيل هذا الشهر . يتضمن المشروع :بناء الاف من الوحدات الاستيطانية على مساحة تمتد من غرب رام الله الى بيت لحم جنوبا .
كذب نتنياهو المستمر ييعيده في زيارته الأخيرة لوشنطن تدل أيضا على مدى عدم استطاعة اوباما من لجم هذا النهم الاستعماري ، وهو يتودد لنتنياهو رغم العلاقة السيئة بينهما . اسرائيل الخارجة عن القانون تعلن اليوم أنها ستظل عصابة عالمية على الاقل للعام 2030 , موعد انها الاف الوحدات السكنية اليهودية التي بها يهود العالم دون احترام للشرعة الدولية , اسرائيل ماضية في التخطيط و العمل غير عابئة برفض الفلسطينيين لإحتلاهم والذي يقاومونه بالنضال المستمر بشتى الوسائل المشروعة لانهاء الاحتلال الغاشم .