نتنياهو كما يبدو من الاخبار المنشورة في جديدة هارتس اليهودية ، ودون خوف أو خجل التزم في حكومته الجديدة مع كتلة احزاب المستوطنين “ البيت اليهودي “ بابقاء وتثبيت البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة ،. ويبلغ عددها 90 بؤرة حتى الان . ومن أجل تنفيذ ذلك فقد استبسل بشكل متحيز للدفاع عن هذا العمل الاستعماري الواضح بتكليف أحد أتباعه المستشار القضائي القادم مندليليت من اعداد” ورقة قضائية “ لكي يجيز ابقاء الأراضي المسروقة للمستوطنين . ورغم رفض هذا الطلب من قبل المستشار القضائي الحالي الذي سينهي عمله بعد أسابيع قليلة . نتنياهو وغروره وهو يقود حكومته العنصرية الجديدة يعمق ويشجع نهب الاراضي وتسمين المستعمرات وبؤرها المرشوشة في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن ما تقوم به إسرائيل في المضي بتهويد ما تبقى من فلسطين ليس جديدا . فقد اتبعت هذا النوع من السرقة منذ البداية 1948 وعلى أيدي العصابات الصهيونية . فقد قامت بالمذابح وتهجير المدن والقرى الفلسطينية بكاملها وقد أصبح أكثرها أثرا بعد عين . هذا الأسلوب كان ولا يزال ممنهجا من أجل بناء المزيد من المستوطنات واجلاء المزيد من العرب عن أراضيهم وتهويد الارض وسرقة التاريخ والجغرافيا . كان معروفا أن بريطانيا الانتدابية الاستعمارية كانت في طريقها للمغادرة تاركة وراءها دولة مسخ بعد مؤامراتها منذ سايكس بيكو ووعد بلفور 1917 ، مدرسة تتبع النهج غير الانساني ولا القانوني ، وهي تدمر البيوت أو تحتلها مفروشة وترمي أهلها في العراء ، وكما هو الحال حتى اليوم ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط . ومن الامثلة التي قامت بها سابقا واليوم اعمال استباقية لردع العرب من مهاجمة المستوطنات اليهودية ، والثار ممن يهاجمون اليهود أو أي عمل رافض لاستعمارهم ، فقد تحكمت بالماء والكهرباء والمواصلات والسيطرة الكاملة على الخدمات لكي تعزل الناس عن بعض .بالاضافة لنسف البيوت أو نهبها .
إن الاساليب التي يتبعها نتنياهو اليوم في الاستمرار ببناء المستوطنات وتعزيز البؤر الاستعمارية وتثبيتها ليفتح التاريخ الاسود للحركة الصهيونية العنصرية التي لا زالت متجذرة في الفكر اليهودي ، رغم صحوة بعض المؤرخين اليهود الجدد للتنويه لهذا التاريخ الوسخ الذي يعيد نفسه . ولعل التذكير بنهب بيوت الفلسطينيين يشير لمنهج الاستعمار . فعندما احتلت اسرائيل القدس عام النكبة ، بدأت بفتح الطريق الى الساحل ، وكان حي الشيخ بدر في لفتا الواقعة على طريق يافا البوابة الغربية مثلا ، إذ احضرت العصابات الصهيونية 25 عائلة يهودية “بالقوة “ وبسرعة فائقة من أحياء القدس الشرقية ليسكنوا في البيوت العربية المفروشة أو المنهوبة من قبل اليهود المحتلين …
ما يجري اليوم تحت الاحتلال من مواصلة الاستعمار الوحشي هو مواصلة للخطة الاستيطانية القبيحة التي يزيد نتنياهو وحكومته بشاعتها . سياسة نتنياهو الجديدة القديمة ستفرض على الفلسطينيين مزيدا من القوانين الاستعمارية وهو عدم اخلاء عصابات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة من الاراضي الفلسطينية التي استولوا عليها واستوطنوا بها وهي حسب القوانين الدولية اراض يملكها الفلسطينيون . النهب والسرقة والتنكيل بالانسان الفلسطيني سياسة تأتي تحت بند خاص للمستوطنين تباركه سياسة نتنياهو سترتفع وتيرتها في الايام الاستعمارية القادمة .. وكما يبدو واضحا في الافق .