عنوان لفتني في الصحافة : “ إسرائيل متمسكة بتعيين زعيم المستوطنين سفيرا في البرازيل “ .توقفت مليا أمام الخبر ، وتساءلت .. هل هو سذاجة أم عناد أو وقاحة ؟ قامت إسرائيل مؤخرا بتعيين داني ديان سفيرا للبرازيل ، رغم أنه كان الزعيم السابق لمجلس مستوطنات الضفة الغربية المحتلة . وبواقحة نتنياهو وهو يعرف موقف البرازيل من القضية الفلسطينية التي رفضت الطلب بشهامة لأنها ترفض التعامل مع شخص لا يؤمن باقامة دولة فلسطينية كونها اعترفت بالدولة الفلسطينية عام 1910 . رفضت البرازيل الرجل رغم أنه من اصل ارجنتيني . إلا أن إسرائيل ما زالت تصر وتحاول ، لثقتها به لكي يقوم بألاعيبها الناعمة والخشنة ضد الفلسطينيين بالاضافة لقدرة مرشحها بالتأثير على الرأي العام . مثل هذه التصرفات المتصلبة لنتنياهو الذي لم يقطع الأمل لليوم تنم عن السذاجة .، وخاصة أن “ السفير الموعود “ ، هو رجل أعمال نشط في وسائل الاعلام يعيش في إحدى المستوطنات في الضفة الغربية ، أي على أرض الفلسطينيين المسروقة . بالاضافة فمستوطنته الاستعمارية تصدر منتوجاتها الى الدول الأوروبية كغيرها من المستعمرات التي تدمغ انتاجها بوقاحة أنها انتاج المستوطنات الإسرائيلية .
أنشأت إسرائيل المستوطنات على الأراضي الفلسطينية قبل عام النكبة 1948 وبعدها ، وتوسعت بعد احتلال 1067 . ففي الضفة الغربية أكثر من 407 الاف مستوطنة وهناك 375 في القدس الشرقية ومستوطنات في غزة . هذه المستوطنات بازدياد وبشكل واضح تخرق القانون الدولي من انتهاك للفقرة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة ومن القرار 448 الذي وضعته الأمم المتحدة عام 1979 . اسرائيل ماضية في عدم احترام القوانين الدولية المتعلقة بالاستيطان ، وكل ما يتعلق بحق الفلسطينيين باقامة دولة مستقلة على أرضهم التاريخية .
لقد أصبح العالم أكثر وعيا بألاعيب إسرائيل ، وقد ادهشتهم في السنين الأخيرة مؤسسات المجتمع المدني ، والمؤسسات الاكاديمية التي تتكاثر بدعوتها لمقاطعة المستوطنات الاسرائيلية ، لا بل التي تحمل شعارات واضحة :” : قاطعوا اسرائيل “ والتي أصبحت متعددة في دول الاتحاد الأوروبي ، ومنها مؤسسة ال BDS النشيطة في هذا المجال . فقد تمكنت من الوصول للرأي العام العالمي بقوة تقلق إسرائيل . وتشير الاحصائيات أن هذه المقاطعة عادت على إسرائيل بخسائر اقتصادية فادحة في السنين الأخيرة . كما أن المقاطعة الأكاديمية للجامعات لتدل على وعيّ والتزام للمفكرين والاكادميين بالقضية الفسلطينية .
سياسة إسرائيل الاستعمارية واضحة بالنسبة للمستعمرات ، فهي ما زالت تضع الخطط لبناء مئات الآلاف من المساكن للغرباء على الأرضي المسروقة . ولهذا السبب ترفض البرازيل سفير إسرائيل المسمى داني ديان . وللبرازيل مواقف سابقة شريفة بحق الفلسطينيين . فقد اعترفت بدولة فلسطين عام 1910 ، وفي عام 1912 عبرت بصراحة لسفير اسرائيل المعين آنذاك في البرازيل عن مخاوفها من التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين . لم تكتف بذلك فقامت عام 1914 بسحب سفيرها من اسرائيل احتجاجا على حرب غزة . كان التزام البرازيل في تصاعد ووضوح . رفضها لتعيين السفير الاسرائيلي هو خطوة أخرى تكمل التزامها بحق الشعب الفلسطيني في أرضه ، كما تسجل احتجاجًا جديدا على مواصلة إسرائيل ببناء المستوطنات وتسمينها . فشكرا لمن يستطيع كسرعنجهية إسرائيل .