موضوع الحب على اجندة العالم ، رغم هذا الكره الذي يتمثل في الحروب والكره الذي نعيشه في عالم متخبط ، كل يغني في على ليلاه .. ولعل الحب الذي يعني التسامح والجمال والحياة هو ما يجعلني لا “ أردح “ لهذا اليوم كما الكثيرون ، وأتذكر بعض ما كتبت عن الحب في كتاب يحمل عنوان ( عزوز يغني للحب : قصص فلسطينية من الف قصة وقصة . )
عزوز كناري جميل كان في حالة حب دائم يحب الأطفال الذين يزورونه في دكان أبو اسماعيل في جنين ، قبل المذبحة. كان الأولاد يحملون له بزر الكتان مكافأة لغنائه الشجي لحبيبته .إلا أنه فقد صوته لأنه حزين على فقدان الحبيبة الكناري ذات اللون الأحمر التي قاسمته قصرا من هواء ونور. حكى صاحب الدكان قصته للصحافيين وهو يمسح الدمع ، حزينا على اصدقائه الطيور ويقول : كان عزوز يزقزق من لوعة الشوق . بح صوته لأنه لم يستطع انقاذ الحبيبة وفقد إحدى جناحيه .. خاف من الموت واختبأ تحت حجر لا شمس ولا هواء حوله تسمح له بالغناء . لم يجد بعد المجزرة اطفال الحارة سعيد وحسام الذين شواهم القصاب مع أهل جنين الشجعان . صورة مؤلمة لعزوز العاشق يرويها صاحب دكان العصافير باكيا لأن الجلاد المحتل قطع رؤوس من أحبهم في مذبحة جنين المشهورة . ويضيف أبو اسماعيل ، أنه فرح عندما رآى عزوز يظهر ويبحث معه عن الغائبين .. خاف عليه وحمله في قفص زهريّ اللون يتجول معه في المكان الزائل . إلا أن عزوز العاشق مكسور الجناح .. ولأول مرة صفق بجناحه الوحيد وحاول الطيران وغنى للحب بصوت مسموع ليبقي الامل بالحب والحياة .
هذه قصتي القصيرة المعنونة ( عزوز يغني للحب ) إحدى الواحد والستين قصة عن حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال . بعضها واقعية تنم عن حوادث وناس من لحم ودم ، ومن قلوب تحب وتكره ولعل قصة أخرى تعزز مشاعر الحب لأهل غزة لمدينتهم عنوانها ( ورود عيد الحب ) وجاء فيها : اقتلوا المزارعين الذين يقطفون الورد والقرنفل لعيد الحب واعتقلوا البساتين وسيجوها بالخطر , أبعدوا السماء والارض والبحار واجعلوا المدينة سجنا حديديا يحشر الانسان والشجر والحجر . ..أغلقت المعابر ،وهدمت المدارس، واحرقت الكتب وصب الجلاد الفولاذ المصهور على غزة. انتظرت قلوب الفرنجة ورود غزة في عيد الحب ولم تصل الجوري الحمراء لأن السجان قال : لأ لفك الحصار وليشم أهل فلسطين رائحة الموت والبارود ولن نسمح بنشر حبهم خارج الحدود .. وكانت النتيجة أهل غزة لوحوا بالأحمر والأبيض والأصفر لكي لا تموت ازهارهم وأهدوها للمواشي التي تصنع لهم الغذاء .. لوحوا بالورود ودقوا أبواب الغزة وهم يقولون.. هذه الورود لك في عيد الحب ,, هذه لك يا حبيبة ..
في يوم الحب هذا الذي يلون العالم باللون الأحمر الجميل في الغرب .. هذا اللون ايضا يصبغ أرضنا بدم الشهداء الذين يسقطون بأيدي اسرائيل الكارهة للحب والأمل .. وفي هذا اليوم نظل نحب الأرض والانسان في الوطن المحتل ، نظل نتذكر أننا لن ننسى ، ونظل نحيي الأسرى في سجون الاحتلال لأننا نحبهم ، ونظل نترحم على الشهداء لأننا نحبهم ، ونظل نغذي الامل في نفوس الشباب ليظل الحب حيّا في قلوبهم يغنون له كما يغني صديقي عزوز للحب ..