كل إنسان في المجتمع عليه مسؤوليات نحو نفسه والناس والمجتمع من أجل المساهمة في نوعية الحياة للفرد والجماعة . ولعل غضبي على هذا الشخص الذي اعتبرته جاهلا ما دفعني أن أكتب هذه المقالة وأشحذ قلمي. رجل يشتري الخضار في السوبر ماركت رد عليّ بوقاحة لأنني طلبت منه عدم التدخين لأنه يضرني ويضر غيره ويسبب السرطان : “ وإنت مالك بدي أدخن غصب عنك “ . وقاحته بدت واضحة لأنه لا يتحمل مسؤولية نفسه ومسؤوليته تجاه الاخرين وكأنه يعيش في عالم لوحده ، فهو يدخن في مكان عام ولم يطلب اذنا مني أو من غيري لكي ينفث الدخان دون مسؤولية في محيطنا . استغربت وأنا أحاوره أنه يعرف أن التدخين يسبب السرطان ,، واستغربت أكثر لأن اسلوبه بالرد عليّ يشي بأنانيته وجهله رغم جهود مركز الحسين للسرطان في محاولة التثقيف حول مرض السرطان ومخاطر التدخين على الانسان نفسه وما حوله .بالاضافة للصحافة و للمنابر العامة والمؤسسات التي باتت تعرف وتضع القوانين الادارية لعدم السماح للتدخين داخل المكاتب ، ولذلك ترى بعض الموظفين المدخنين يخرجون الى خارج البناية للتدخين .
تاريخ 4 شباط 2016 هو اليوم العالمي الذي خصصته منظمة الصحة العالمية للتوعية والتثقيف بمرض السرطان من كل عام ، وفي هذا العام لاحظنا نشاطات متواضعة في وسائل الاعلام العربية والعالمية المشغولة بأخبار مئات الالاف من اللاجئين السوريين وغيرهم يتشتتون في أرض الله الواسعة في أجواء مميتة من البرد والحرمان من اساسيات البقاء . وحقهم بالحياة . لمست بعض النشاطات في الاردن التي تحركها الصحافة ووسائل الاعلام وكانت متواضعة وخجولة في البلد. الذي يحتضن صرحا يعتبر من أضخم الصروح الطبية المتخصصة في المنطقة ، وبخاصة عندما يتم بناء التوسعة الضخمة لمستشفى الحسين للسرطان . هذا الصرح الذي أثبت منذ إنشائه وكان يحمل اسم مركز الأمل للسرطان . إذ كان منذ الانشاء له ذات الاهداف الصحية والانسانية الكبيرة التي تعود بالفائدة ليس على الأفراد المرضى بالسرطان بالخير والأمل ، بل على الأردن الذي خطط ويواصل العمل على مشاريع التنمية المستدامة ، بمشاركة من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تدل على مدى اهتمام المجتمع المدني بالمساهمات الانسانية والاجتماعية المتوالدة في بلد صغير الحجم كبير العطاء بناسه .
ولعل شعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام يدل على اهمية المشاركة كأفراد ومؤسسات في التعاون على التوعية من أجل القضاء على هذا المرض الذي رغم التقدم العلمي والأبحاث الطبية والعلمية حول المرض ، فما زالت النتائج لم تسفر عن ايجاد دواء شاف للمرض . إلا أن الأبحاث قد توصلت لأسباب هذا المرض ، أو التي تساعد على زيادته . وقد تبين مثلا أن هناك 14 مليون حالة من مرضى السرطان في العالم جديدة ، وأن السرطان لا يزال يعتبر من أهم أسباب الوفيات ، بالاضافة أنه من المتوقع أن تزيد عدد الوفيات بالسرطان الى 70% خلال العقدين القادمين . وبينت الابحاث بأن هناك عادات سلوكية وغذائية ترتبط بالسرطان ومنها : النشاطات الجسدية وعدم ممارسة الرياضة ، والتدخين بأشكاله المختلفة مثل السجائر والاركيلة ، وحتى السيجارة “الالكترونية :وتناول الكحول بشكل كبير ، بالاضافة لعدم تناول الخضروات والفواكه بشكل كاف ، ويكفي أن نعرف أن 40% من مرضى السرطان هم من بين المدخنين .
نعم بالعمل كلنا مع بعض ، بمواصلة برامج التوعية افي مركز السرطان يمكننا أن نخلق وعيا ليس عندما نردد الشعارات العالمية حول السرطان ، ولكن بتطبيق التعليمات التي يدعو له المتخصصون . فمثلا ما الذي يمنع النساء منذ سن الأربعين أن تقوم باجراء فحص الثدي أو مراجعة من يشعر بعوارض المرض المركز من أجل إجراء الفحص المبكر الذي سيكون الأهم بالعلاج والشفاء للكثيرين .
نعم ها أنا استخدم قلمي ، وأرى أنني مع الاخرين نقدر أن ندخل البسمة على شفاه المرضى وهم يتعافون ، ويمكن للشباب الواعي أن يبدع بانشاء مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات المستندة على الحقائق والابحاث ، نعم وكما يقول أحد الشعارات كلنا نستطيع ، كلنا نقدر أن تقدم شيئا من أجل مرضى السرطان .