عندما يقول جدعون ليفي الصحفي الإسرائيلي في مقالته في هارتس مؤخرا: إن التطرف القومي الديني في إسرائيل هو مثل الأعشاب السامة ينتشر في إسرائيل فصدقوه. ولعل ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من إطلاق النار على الناس وقنصهم فهو بلا شك غير اخلاقي بشهادة الكثيرين. ولعل وصف الهبوط الاخلاقي للمسؤولين في إسرائيل وفي جيشها أصبح واضحا للعيان في إسرائيل والعالم، بالاضافة إلى صفة عدم الاخلاق، التي أصبحت ملازمة لممارسات الجيش الاسرائيلي؛ ما اضطر وزير الدفاع الاسرائيلي التعليق على عمل الجيش الذي يقتل انسانا جريحا بأنه غير أخلاقي و “ خروج عن “ الحدود القيمية والأخلاقية “ بعد التأكد من إطلاق الجندي الاسرائيلي النار على الفلسطيني الذي لا يشكل خطرا وكما حصل مؤخرا؛ إعدام فلسطيني مصاب.
أصبح قتل الفلسطيني بدم بارد وسيلة حتى وإن كان لا خطر منه وقد تم ذلك في معركة السكاكين التي تثير ذعر الاسرائيلين من شعب أعزل آل على نفسه النضال المشروع لتحرير وطنه من استعمار غاشم .فقد سجلت المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان بضع حالات أطلق فيها الجنود الاسرائيليون النار على المقاومين الفلسطينيين، وإطلاق الرصاص على رأس الشهيد للتاكد أنه فارق الحياة، تم ذلك في حالات عدة في قطاع غزة ومن الجو بالصواريخ معتقدين أنه يمكن انهاء حركة المقاومة التي لن تتوقف الا برحيل الاحتلال الجاثم على القطاع من حوالى عقد من الزمن وفي فلسطين منذ سبعة عقود .
وحشية إسرائيل وسياستها التي تغذي الكراهية للعرب أعمت إسرائيل وقادتها العنصريين المتمسكين بسياسة غير أخلاقية، وبخاصة أنهم يحاولون خلق أبطال من بين جنودهم عديمي الاخلاق الذين يقتلون النساء والاطفال، وكل من يحمل سكينا بدم بارد . إن انتفاضة السكاكين هذه مشروعة لاستعمال جميع أنواع السلاح لإجلاء المحتل عن أرضه في معركة غير متكافئة بين أصحاب الأرض الضحية والجلاد المحتل . ولعل السكوت عن الممارسات البشعة للجيش الاسرائيلي دون رادع، يزيد من تشجيعه على عدم التحلي بالاخلاق والتمسك بقوانين الجندية في المعركة . إن التعصب القومي والديني من أجل ابقاء إسرائيل تعيش على أرض مسروقة هو السبب الذي يزداد كل يوم . ولا أقل خلقا من جنود لا أخلاق ولا مبادئ لديهم وكما يبدو واضحا اليوم في إسرائيل في” انتفاضة السكاكين “ التي ظهرت بأيدي الفلسطينيين الذين يقاومون بأية وسيلة مشروعة وممكنة، لأنهم يحملون مبدأ مشروعا من أجل معركة تحرير وطنية .لن تتمكن إسرائيل بأفاعيها السامة إيقاف وسائل الاعلام الجديدة من فضحها أمام الرأي العام العالمي وإظهار حق الفلسطيني الذي يدافع عن وطنه ويموت من أجله بأيدي جنود لا أخلاق لهم وكما حدث لشهيد جريح ، أمام الاعلام العالمي في زمن لا تستطيع إسرائيل إنكار فعلتها، كما كانت تسيطر على وسائل الاعلام حول العالم سابقا .