موضوع المستوطنات ما زال الأهم لدى إسرائيل التي تلتهم الأرض بشكل مستمر ، وهو الموضوع الأهم على أجندة الفلسطينيين في مواجهة أطماع الاحتلال المتنامية منذ أن أنشئت( جمعية الاليانس) أول مستعمرة يهودية في فلسطين سنة 1870 . كان الخبث اليهودي المتنامي والمخفي عندما أخذوا يشترون الاراضي بحجة زراعتها بواسطة شركة(الايكا ) ، وفي الحقيقة أن نصف هذه الاراضي لم تستغل للزراعة ، بل كانت لخدمة أغراضهم وأهدافهم الإستعمارية ,حيث تشير الاحصائيات عام 1914 ، زرعوا فقط 1% منها . اليوم وعلى رؤوس الاشهاد يسرقون لبناء المستوطنات لجلب يهود العالم اليها في محاولة تحويل فلسطين الى دولة يهودية عنصرية . ولعل المساحة التي تبلغ 85% من الأراضي الفلسطينية التي يسخرونها لصالحهم تشير لذلك ولسياسة الاحتلال .
لقد صورت إسرائيل الأراضي المسروقة لليهود ، وكما نعرف بأنها أرض الميعاد ، وأن يهودية اليهودي لا تكمل الا بالسكن في إسرائيل . نرى أن هذه الاضاليل ساهمت في جعل يهود العالم يتراكضون ليرتموا في أحضان قادة مخادعين غير متصالحين مع أنفسهم كارهين للسلام الذي يدعون أنه هدفهم . وفي ظل ما قامت إسرائيل به من مواصلة تعقيد القضية الفلسطينية ، والتي اصبحت “ قضية دولية “ بامتياز تمكنت إسرائيل من التلاعب والاستغلال المادي والمعنوي والاعلامي في أنحاء العالم وبخاصة في الولايات المتحدة الامريكية . ولعل (منظمة الايباك ) التي تتكلم باسم يهود أمريكا والتي لها تأثير كبير على الرأي العام الأمريكي ، وتشكيله بسبب تحيزها المطلق لاسرائيل نموذجا لأسلوبهم وتضليلهم .
لوحظ في المدة الاخيرة زيادة التعاطف مع الفلسطينيين بعد استيعاب المضللين للرواية الفلسطينية .كما تبقى الجهود العربية والمناصرة لهم مهمشة وغير ثابتة على أجندة العرب وغير العرب . ولعل ما يجري اليوم وفي خضم معركة الانتخابات الأمريكية حيث يقوم المرشحون من الحزب الجمهوري والديمقراطي بالمزايدة والتحبب لاسرائيل ويغضون الطرف عن سرقة نتنياهو المزيد من الأراضي . هذه هيلاري كلنتون وبصوت تقوم بتأييد الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وترى في ذلك” دفاعا عن النفس “ ولم ينس الفلسطينيون لها مواقفها بعد زيارتها لغزة و الانحياز لإسرائيل . وقد أصبح المرشحون ومن يدعمهم من يهود أمريكا يرتبكون في التجمعات الدعائية كما نشاهد من أسئلة الناخبين في بعض الحملات الانتخابية ، حيث استيقظ البعض من اليهود أنفسهم ليعارضوا سياسة إسرائيل المتعلقة بالمستوطنات كما التجارة بجهد وعرق الفلسطينيين ، . ويقول أحد المحللين الأمريكيين بأن هذه “الصحوة “ بادرة ايجابية فاذا ما استمرت وتزايدت بين يهود أمريكا فعندها فقط يمكن ردع إسرائيل وممارساتها الاستعمارية ووقف بناء المستوطنات.
إن سياسة الحكومة اليمينية أصبحت فاقدة الحس ولعل من يسمع لتشدقات نتنياهو فيما يتعلق بالمستوطنات ليرى منطقه النابع من عدم الحس الانساني والديبلوماسي ، ويظل دور حتى الدول التي لها علاقات مع إسرائيل غير نافعة ولا أهمية لها في العلاقات الدولية وتطبيق القوانين الموجبة في هذه الحالات .
وبالرغم من تهميش القضية الفلسطينية اليوم ، وهذا الصمت الدولي جراء استمرار إسرائيل سرقة الاراضي ، فالفلسطينيون يحاولون أن لا يستسلموا لليأس من هذه الحالة والواقع المؤلم ، وقد اعترضوا مؤخرا وعبروا عن الاستياء كالعادة من سياسة الاحتلال على سرقة ما يزيد على 2400 دونم من أراضي بلدة الزاوية في محافظة سلفيت بذريعة تحويلها الى “ أراضي دولة “ . نعم وأمام العالم كله تقتل إسرائيل ، وتسرق الأرض وتتغول في احتلالها ، ويستشهد الفلسطينيون ، بينما أمريكا تتفرج ويتشدق قادتها ومرشحوها للانتخابات الرئاسية أن إسرائيل المحتلة “على حق “ . العالم يتفرج واسرائيل تتغول وتبني الجدران العنصرية وتشرد المزيد من الفلسطينيين . يظل السؤال الذي لا بد أن يأتي اليوم الذي يجاب عليه : الى متى تستمر القضية الفلسطينية مهمشة ، والى متى يظل الصمت الدولي على إسرائيل قائما ؟ فلا بد من جواب وعمل جاد وتطبيق القوانين الدولية قبل أن يلفنا اليأس . !!