ماذا ستقول إسرائيل اليوم عن الاستقبال الرسمي والشعبي الذي يحظى به أحمد أبو غوش الأردني . يعود بأول ميدالية ذهبية للأردن في رياضة التايكواندو لتنوب عن انواع الرياضات الاخرى التي لم يحالفها الحظ في اولمبياد 20016 . هذا التقدير سيبهر اسرائيل مرارا وهي تزور الجغرافيا والتاريخ والهوية والانتماء.. اسرائيل تحاول سرقة هذا النجاح كما في كل نشاط أو عمل يؤكد” أننا نستطيع “ . تحاول تكدير صفو الفوز، وهي تنسب أحمد أبو غوش الى إسرائيل كما عادتها . وهي المحتلة لفلسطين تعرف أن جذوره من قرية عمواس أو أبو غوش أو” قرية العنب “ التي كانت تسكنها عائلة واحدة أبو غوش القريبة من القدس وقراها المهجرة : دير ياسين وعين كارم ولفتا واللطرون وغيرها . هذه القرى العربية التي أزيلت من الوجود لأنها تشهد على الاحتلال الإسرائيلي وسرقة الأرض وطمس الهوية . .
اكتب هذا المقال ، قبل الاحتفالات لاستقبال أحمد أبو غوش الذي سطع اسمه في سماء الرياضة العالمية في اولمبياد – ريو دي جانيرو . أكتب قبل الاحتفال “ أمس” مع عمان الرسمية والشعبية ببطل شاب حقق أمنيات الشيوخ قبل الشباب وفتح بابا للتفاؤل . يستحق هذا الشاب وعمره 20 عاما هذا التقدير لإنجازه ومثابرته ، ليرفع رأس الأردن عاليا وليصبح رمزا للشباب الذين يبحث الكثير منهم عن نجاح يخدم به نفسه ووطنه .
في خضم ما يجري حولنا من مشاكل اجتماعية وسياسية، تعمل على إحباط واكتئاب من واقع غير سعيد للكثيرين ، استطاع هذا الشاب أن يخلق الأمل بالمستقبل أمام العالم أجمع وهو يلبس” الذهب “.. أنا على يقين أنه سيقبّل الأرض عندما تطأ قدماه أرض وطنه التي فيها عائلته واهله ومدرسته والمكان الذي تدرب فيه على يد المختصين ليصبح بطلا في رياضة عصرية لم تكن معروفة قبل اولمبياد استراليا عام 2000، وتسمى أيضا “ الكاراتيه “ . وهي واحدة من فنون القتال الكورية ، أوجدها الأهالي وطوروها كوسيلة للدفاع عن النفس في الشوارع ، ومع مرور السنين أصبحت ضمن الالعاب الاولمبية لها نجومها ورموزها الايجابية والوطنية التي يحتفى بها .
اليوم ، في بيتنا بطل يرفع رأسنا تستقبله عمان بكل فرح ومحبة ، بطل جميل شاب نحيف يقفز كالفراشة ، ولكن بقوة وحركات خارقة باستخدام القدم والقبضة ، كما هي اللعبة . لم يكن يقفز “على خاطره “وكأنه يلعب مع أولاد الحارة ، ولكنه يقفز ويتحرك ضمن قواعد وأصول ، تعلمها بدأب واجتهاد وبرغبة عميقة وبتشجيع من العائلة . فرغم أن شقيقه محمد تنحى عن هذه الرياضة ليبحث عن مصدر رزق في الحياة ، إلا أن تأثير الاخ الاكبر كان قويا على أخيه منذ الطفولة . استمر بالتعليم والتدريب منذ كان شبلا ثم ناشئا ثم شابا ليتهيأ لأن يصبح بطلا عن جدارة . فقد نال الجوائز في أول بطولة رسمية من خلال ألإتحاد العام للتايكواندو في الاردن عام 2009 وكان شبلا ثم 2010 وكان الرقم الصعب في جميع المنتخبات الوطنية .
أبو غوش ،يجب أن يكون حافزا للجهات المعنية لأن تهتم بهذه الرياضة وتعميمها وتعليمها في المدارس ، وخاصة ان هناك أكثر من مركز في الاردن ، التي تختص تعليمها ورعايتها وعلى رأسها “المجلس الأعلى لرياضات الدفاع عن النفس “ ، و “اتحاد التيكواندو “ .
شكرا أحمد أبو غوش لأنك أضأت سماءنا بوصولك الليلة عمان ولتزيد غيظ إسرائيل التي تريد خطف فوزك لتستغل الحدث لمصالحها الدعائية الكاذبة ، فلنسعد بالفوز !