الهوس المتواصل لليهود المتطرفين ، أصبح يثير غضب البعض من اليهود الذين يخافون على ما تسببون من مشاكل بينهم بالاضافة للمشكلة مع الفلسطينيين . كثيرون من الاسرائيليين أصبحوا يخافون على اسرائيل التي اقيمت من دون حق على حساب شعب اقتلع من أرضه ، ويخافون عليها أن لا تبقى على المدى الطويل وهم العارفون بالتاريخ والجغرافيا يخافون من أعمال اليهود المتطرفين الذين يواصلون اعتداءتهم بشكل استفزازي ويستبيحون المسجد الاقصى ، بالاضافة الى تشجيع اسرائيل الدولة ، وعلى رأسها نتنياهو وسياستة الصهيونية لإتمام تهويد ما تبقى من فلسطين . هناك هوس من المتعصبين أو الحريديين المتعصبين تعصبا أعمى ، دينيا وسياسيا واجتماعيا ، مما يجعلهم مغلقي العقول وكأنها غيرقابلة للانفتاح .
يبدو هذا واضحا فيما يجري في إسرائيل وسياسة نتنياهو اليمينية التي تزيد ضعفا وضياعا وحريديا ، فكما يبدو من موقفه السياسية التي تزيده ميلا لليمين ، وعدم قدرته التصرف بدون المتطرفين ، لاعتماده عليهم في إئتلافه معهم . يعرف نتنياهو تأثير المتطرفين في مجتمعهم ، و تأثيرالقويّ في التدخل بالسياسة ، وحتى بوضع الخطط وهم ينفذون للمجتمع. ومن يتابع نشاطاتهم ، ومطالبهم من حكومة نتنياهو ليرى ، أنهم قوة ، يحتمي بها ، لأنه وحزبه الليكود زادوا قوة بهم . وفي قراءات لما جاء في الصحافة الاسرائيلية نجد أن هناك شكاوى متتالية ، حول “ ضعف نتنياهو ، وامتثاله لمطالب الحريديين على حساب الشعب الاسرائيلي “. كما جاء في مقالة ، اوري مسفاف ، في هآ رتس مؤخرا، تحت عنوان ، “ شخص ضعيف جدا “ أو مقالات أخرى في نفس السياق تطلع علينا من مدة لأخرى .
ويعود التعصب الأعمى لحد التطرف أي تعصب كان ، سواء أكان العرقي ،أو الديني ، أو العتصري أو الطبقي وغيره إلى خلل في التنشئة والتعليم أو تفسير خاطئ للموروث ، الذي يطبقونه في حياتهم المعيشة . فمثل هذا يؤدي الى الهوس والخلل النفسي والعقلي على المستوى الفرد والجماعة ، ليظل المخ حبيسة مجتمعات مغلقة ، ومتعصبة أي متحيزة لما يؤمنون به ، دون تقبل الآخر .
الحريديون ، يعيشون في مجتمعهم الخاص المغلق والمحكوم بالعادات والتقاليد غير القابلة للغير ، ويواصلون تربية اطفالهم على الكراهية والتحيّز، ولعل ما نشاهده على الفضائيات من رجم أطفالهم للناس في الخليل ، جيران الحرم الابراهيمي ، كما التعرض بوقاحة للنساء في باحة الاقصى ، ما يثير القرف من مثل هذه التنشئة . لم يعلموا الاطفال ، أن هناك احتلالا ينكل بالفلسطينيين ، وهناك ظلم وقهر يرفضه الفلسطينيون من أجل إنها الاحتلال و تحررهم منه . لم يعلموا أطفالهم أن أطفال الفلسطينيين محرومين من وطن سرقته إسرائيل , ففي المدارس الحريدية وغير الحريدية في إسرائيل ، ما يشير الى السياسة العنصرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو واسرائيل منذ نكبة 1948 ، محافظة على النهج الصهيوني الذي كان وراء إقامة الدولة. فالالتزام بالدين ، ليس من الضرورة أن يكون سببا في قفل العقول ومحاولة إقامة مجتمع إفتراضي عنصري كما إسرائيل .