كره يولد كره جيل بعد جيل من الاسرائيليين ، كما هو الواقع  تحت الاحتلال المستمر بوحشيته  ، وإلا كيف نفسر الازدياد المستمر في عدد اليهود المقتحمين للمسجد الاقصى ، عن سابق إصرار  . ففي  الذكرى ال47 لاحراق الأقصى والذي يصادف اليوم ، لا ترف لاسرائيل عين وهي تنتهك حرمات المسجد باقتحامه . فمنذ عام 2009 ولغاية اليوم تناوب مقحمو المسجد وباحاته سبع مرات بأعداد تتزايد من 5931 عام 2009 الى 14064 عام 1915 ، وفي هذا العام الذي لم ينقض بعد وصل عدد المقتحمين9542 مقتحما، وهي مستمرة تزيد على ما قبلها .

وقفة عند هذه الارقام المخيفة تؤكد النوايا الاستعمارية في مواصلة تنفيذ مخططاته لاحتلال الاقصى كاملا لهدمه ،و كما هو معروف للجميع لبناء الهيكل المزعوم .تعزز إسرائيل ذلك بضم الأراضي وبناءالمستوطنات والاسوار والمعابر حول القدس ومن جميع الجهات ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، لتضمن الاحتلال الكامل للقدس التي تراها كعاصمة أبدية لها .  لا تنتظر اسرائيل اية نصائح أو تغييرات في مخططات المتشددين  ما دام  نتنياهو ومن يؤمن بسياسته البلشفية العنصرية من العمل وانتهاز الفرص . فها هم اليوم وقد انتظروا هذه المناسبة الوحشية يورثون الكراهية والحرائق   الى الجيل الجديد الذي حرق أجداده  المسجد  المبارك  في وضح النهار . إنهم عادة يحرقون ويهدمون البيوت ويستولون على الارض ويقطعون أشجار الزيتون ، ويحاولون قتل الذاكرة ويزورون التاريخ والهوية ، علّ العالم يصدقهم أن الفلسطينيين لم يكونوا يوما اصحاب هذه الارض منذ بناها أجدادهم الكنعانيون .

قبل بضعة شهور قامت إسرائيل بهدم دار سيدي الحاج إسماعيل النجار في لفتا إحدى ضواحي القدس في حيّ شنلر ، وكان من  الدور التي تحمل في حجارتها التاريخ والجغرافيا  التي تقول: هذه بيوت وأراض عربية فلسطينية أصيلة ، وليست جديدة بشعة كما هي بيوت المستوطنات التي تدل هندستها على الخوف والعزلة . وفي هذه الايام  أيضا ،تستمر إسرائيل بملاحقة الدور الأصيلة التارخية في سلوان إحدى ضواحي القدس الجنوبية  والملاصقة لسور القدس . وتقوم اسرائيل منذ احتلالها لهدم دور سلوان في الاحياء المختلفة   لتبني في سلوان مدينة داوود الخيالية عليها  . بالأمس وزع موظفو بلدية الاحتلال الاخطارات لعدد من أهالي سلوان من أجل هدم بيونهم أي مكان سكنهم الذي يعيشون فيه  .. و بهذه البساطة  من خلال ورقة رخيصة يصبحون بلا مآوى وتطرد العائلات بكاملها

المضحك المبكي أن إسرائيل تقوم بهدم بيوت العرب في سلوان والخليل وكل مكان بحجج عدم الترخيص ، فعلا شيء مضحك ومبكي وإسرائيل  تعيد أفعالها الاجرامية مثل حرق المسجد الابراهيمي في الخليل ، والمسجد الاقصى في القدس . وقطعان اليهود المتطرفين يحتفلون اليوم بحرق المسجد الاقصى قبل 47 سنة ويرقصون فرحين  ، أي يحتفلون بما قاموا به من جرائم .مختصر مفيد .. نحن أيضا ما زلنا مع العرب نبحث عن ربيعنا . .نعم الفلسطينيون ما زالوا غير قادرين على الاحتفال الا باصرارهم على النضال ضد الاحتلال بما يستطيعون . فهم لا يزالون الضحية التي يتفرج عليها العالم ، والجلاد ما زالت هي إسرائيل التي  تحرق وتقتل ، والسؤال ما زال : الى متى . ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment