مبروك للدستور اطلاق فضائية …أقول هذا وأنا سعيدة لأنني من كتّاب الدستور منذ زمن طويل ..وفي هذه الخطوة العصرية التي تحتم على وسائل الاعلام التقليدية والحديثة أن تجري وراء الخبر والحدث والسرد الثقافي والفني ، لكي يجري الناس اليها ومعها أن تكون هذه الخطوة نقلة إعلامية للأمام اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا لتعزز الجريدة الورقية والاكترونية . فرحت وقد بشرني الخبر أن” صحة الدستور بخير وعافية” لأنها تمكنت من الطيران للسماء . اعرفها وكنت قد بدأت في سن مبكرة وأنا على مقاعد الدراسة الكتابة في جريدة الجهاد مقالات “ مثل الكبار “ عندما كانت تصدر في القدس ، قبل أن تصبح الدستور التي مازلت أكتب فيها وقد قوي عظم قلمي وعضلاته بعد التخصص والدراسة والممارسة العملية . الارتباط برمز ما أو شيء ما أو مكان ما، يصبح عادة وشعورا بالدفء في البيئة النفسية للانسان ليرتاح لها . وهكذا اصبحت الدستور سواء في مرضها وصحتها تعني شيئا لي لأنني من المدمنين عليها . ولا بد أن يكون للفضائية الجديدة مكانا على أجندتي والدستور تلحق بركب المئات من الفضائيات المحلية والعربية ,والتي فيها أشكالا وألوانا من البرامج الايجابية والسلبية ، وأرجو أن تكون إحدى الفضائيات التي تجبرنا على تتبعها مع العدد القليل الذي نحرص على الوقوف أمامه .
خبر فضائية الدستور أعادني للخوض في موضوع الاعلام مرة أخرى للتأكيد على الاعلام الجديد الذي يحكم الانسان ويتحكم به . فقد أصبح لا مفر منه للتعود عليه ، سواء كان بواسطة الموبايل الذي نحمله معنا أينما كنا ،أو في الفضائيات التي تلاحقنا بأخبارها المتواصلة التي كثيرا ما تعكر عليك صفو الوحدة لتهرب من الصوت والصورة . ولا شك أن الاخبار التي تأتيك على عجل وإن كانت ذات قيمة أم لا تبقى تلح عليك متابعتها حتى النهاية . لقد كانت الاذاعة حتى السبعينيات من القرن الماضي الصوت الأعلى عندما كان الترانزستور لا يفارق المهتم لتكون هذه الاداة رابطا بالاتصال الواقعي قبل أن ينافسه التلفزيون بالصوت والصورة بالاضافة للمسلسلات التي تربط الشخص بالجسم والصوت والصورة وهو مسمر أمامه . هوس الاعلام الجديد الذي أهّل كل من يحمل الموبايل الذكيّ ، لأن يكون ليس فقط ناقلا للمادة ، بل أيضا صانعها. ومع الاسف ولحد الان تبرز سلبيات الاعلام الجديد سريع التغير ، في التأثير على سرعة الانفعال والتعبير بكلمات قليلة سليمة لأن استعمال صفحات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وأخواتها سريعة الحركة. بالاضافة لأن جمهور كل مشارك تختلف في اهدافها من شخص لآخر ، ولكن بحكم الارتباط الاجتماعي الافتراضي الذي يصنعه العدو مع اصدقائه لا يحتمل الوقوف طويلا سواء بالكلمة أو الصوت والصورة غزيرة الانتاج والتوالد . ولا ننسى فنون الدعاية والاعلان التي تعترضك وهي تتكرر ، لتؤثر عليك سواء اخترت ذلك أم لا . وفي هذا السياق يبدو إن الفضائيات في عصر العولمة أصبح لا بد منها في وقت أصبحت الشركات عابرة القارات تتحكم بالعالم اقتصاديا وسياسيا في أوقات السلم والحرب .
ننتظر فضائية الدستور لنتعرف عليها ونقول رأينا فيها بعد أن تستقر في بيتها ومع ضيوفها ، ولها نقول أهلا بك ضيفة على الفضاء الغاص بالاطباق المتصارعة على كل شيء واضح وعامض في السلم والحرب ، مع التمنيات بالنجاح لخدمة الانسان القارئ و المشاهد أينما حل .