في الوقت الذي يجتمع المتباكون لإعادة عملية السلام الى حيز الوجود ، ومحاولة” الأخذ والعطاء “ كما المؤتمر الأخير في باريس ، تواصل إسرائيل سياستها التي تتبعها منذ انشائها . إسرائيل تصم أذانها و لا تهدأ وهي تنفذ ما خططته لتحقيق حلم تحويل فلسطين لدولة يهودية عنصرية بلون وطعم فاشيّ . تنفذ ذلك وهي مستمرة بضم 12% من مساحة الضفة بلغت المساحة المصادرة ، 6386 دونما ، لتؤمن المساكن للمستوطنين الذين بلغ عددهم 599901 مستعمرا حتى نهاية العام 2014 كما تشير الاحصائيات الفلسطينية. ولعل هذا يبدو واضحا بشكل ملفت في هذا الوقت بالذات وهي تخطط وتنفذ إقامة المزيد من المستوطنات بينما تخدع العالم أنها تريد السلام . .
صادقت إسرائيل مؤخرا على مخططين يزيدان في عزل القدس عن بقية أراضي الضفة . إسرائيل تقوم بذلك عن سبق إصرار لاخراج القدس من أية مفاوضات سلام مستقبلية إن وجدت ، وكما هو معروف فالقدس تعتبر في القانون الدولي , يعتبر غير قانونيا ، بل” جريمة قانونية دولية “كما جاء على لسان الخبير القانوني الدولي الفلسطيني د. حنا عيسى . هناك قرارات دولية مثل اتفاقية لاهاي الرابعة لسنة 1907 تحرم وتجرم كل اعمال الاستيلاء على الاراضي ومصادرتها بالقوة والطرد القسري لسكانها العرب الفلسطينيين الاصليين والاستيطان . إسرائيل بانتهاكاتها هذه تريد وضع القدس تحت الأمر الواقع ضاربة بعرض الحائط ما جاء في قرارات مجلس الامن 242 لسنة 1967 و335 لسنة 1973 . ففي القانونين تحديد ، بأن إسرائيل قوة محتلة للضفة الغربية بما قيها القدس وقطاع غزة .
لكي تنفذ إسرائيل مخططاتها الاستعمارية فقد ضمت القدس الشرقية والغربية تحت احتلالها . فبناء الوحدات السكنية بالالاف وبسرعة ، لا يأتي جزافا . ستقوم ببناء 15 ألف وحدة استيطانية تحمل علنا الصبغة العنصرية ، لتسكن فيها الحريديم أو اليهود المتشددين ، وتطلق عليها إسم “عطروت “. هجمة وقحة جديدة وعلى رؤوس الاشهاد ستقوم فيها بانشاء المستوطنات المحيطة بالقدس وربطها بشبكات المواصلات مثل التلفريك والقطار الهوائي والقطار الخفيف ولكي نظل عينها على القدس تراقب وتحاصر الحرم الشريف وهدفها تهويده .ما يقوم به المستوطنون من استفزازات متواصلة للاستيلاء عليه والمطالبة بتقسيمه مع العرب ، وكما فعلت بالمسجد الابراهيمي في الخليل , وهو دليل عملي لتنفيذ خططتها الاستعمارية .
يتزامن ذلك مع انتهاك إسرائيل اليومية ، فهي لم تتوقف يوما عن الأعمال الاستفزازية القذرة في معاقبة الشعب الفلسطيني مستغلة كل الأوقات والظروف . فمن هدم للمنازل بذرائع مختلفة ، ألى منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الاقصى والغاء جميع التصاريح الممنوحة للسفر والحركة لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة والبالغ عددها 83 الف ترخيص . إسرائيل تبحث دوما عن الفرص لاخافة الفلسطينيين من مواصلة رفض الاستيطان ومخططاته بشتى الطرق والوسائل ، دون نجاح . فما زال الفلسطينيون بشجاعة يقومون بضرب إسرائيل في عقر دارها ، تل أبيب ، وايقاع قتلى من أجل القدس وفلسطين المحتلة .
لقد أصبح واضحا للعالم ما تقوم به إسرائيل من أساليب قديمة جديدة لتهجير الفلسطينيين من أجل بناء المزيد من المستوطنات ,ومن المؤسف أن أمال إسرائيل الاستيطانية وانتهاكاتها لقوانين حقوق الانسان مستمرة بالإضافة لخلق المزيد من المأسي الانسانية . الاحتلال الاسرائيلي لا يزال يعيث في فلسطين فسادا ، ويزيد من خطر التهجر الاجباري للفلسطينيين ، من أجل تهويد فلسطين وعدم إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس ، ولن يتم ذلك إلا بقلع الاحتلال من جذوره وإن طال الزمن !