نظمت مؤسسة عبد الحميد شومان  بالتعاون  مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في عمان بتاريخ 27- 28 أيلول ، ( ملتقى مواجهة تاريخ الأدب ) . وقد أحسن المنظمون اختيار الموضوع بوصفه ب “الملتقى “، وليس “الندوة “ . ذلك لأن “الملتقى “  جمع نخبة من الباحثين والأدباء والنقاد والمؤرخين    في حوار خلاّق . بالاضافة خلق فرصة  للمدعوين لقاء  مقكرين عرب  والتعرف عليهم شخصيا . التقى الجمع من المختصين كل في تخصصه الكبير والصغير ، من البحرين ، وتونس ، ولبنان ، والمغرب ، ومصر ، والأردن  بالاضافة للمدعوين ، لمواجهة التاريخ والأدب ، في وجبة ثقافية دسمة حركت المعلومات المختزنة لديّ واستفزت الراكدة منها .

ما ميّز هذه الدراسات عمقها ، ومحاولة استرجاع التاريخ التقليدي والحديث  الذي أجده لا ينفصل عن التاريخ الاجتماعي والسياسي للناس الذين صنعوه في أزمنة مختلفة وأماكن مختلفة  وإن كان هناك أفكار لغيري مختلفة  .  ولعل هذه الملاحظة التي ادونها ،  تأتي نتيجة  المفاهيم المتعددة  في الأوراق الغنية التي استرجعت التاريخ ومضامينه في العصور المختلفة  والحقبات المختلفة  وبمفاهيم  وأساليب مختلفة أيضا  . فقد  استرجع الباحثون  تاريخ الكتابة والابداع والسرد أو الفكر بنظرياته الواقعية والليبرالية والماركسية الجدلية و الميتافيزيقية  . مما حرّك الراكد من المعلومات التي نعرفها من دروس  علم الاجتماع والتاريخ والسياسة والاقتصاد والادب واللغة ، بالاضافة عن مدى تأثيرها على” الأدب “وأجناسه  التي استقر عليها حتى  هذا اليوم الذي نناقشه .واثيرت بعض الاسئلة حول كتابة الرواية ، التي اصبحت هوس الأدباء منذ السبعينيات  . ونوقشت الاراء  حول العلاقة بين الأدب والتاريخ   وهل يمكن أن تصبح الرواية بديلا عن التاريخ المزوّر من قبل السلطة السياسية ، كما في الحقبات  التاريخية الماضية منذ سنوات طويلة أو قصيرة .

وعن الحداثة وكيفية إعادة  كتابة التاريخ  الذي كتبه المستشرقون  بالاضافة الى محاولة الصهيونية انكار التاريخ  العربي الفلسطيني   كما جاء في قول جولدا مائير:Who are the Palestinians ? They never exist.    : “ من هم الفلسطينيون ، انهم  لم يوجدوا أبدا “ . ولعل كتابات اليهود المتعصبين  الخرافية التي يعتمدون عليها في تزوير الحقائق  ما  أوجد  نخبة من الباحثين الذين يسمون بالمؤرخين الجدد في ابراز الحقائق  ومحاولة اعادة كتابة التاريخ ، وابراز ما لحق بالفلسطينيين بعد أن سرقت اسرائيل أرضهم .  

وفي هذا السياق لا بد من ذكر  كيف تمكنت اسرائيل   بالتغلغل في قارات العالم لتزوير التاريخ بشتى الوسائل ومنها استعمال وسائل الاعلام والاتصال الحديثة للتأثير على العقل والفكر والخيال . وكلنا شهد عددا من الافلام السينمائية التي تحاول فيها الصهيونية العالمية  تشويه صورة الفلسطيني ، وتصفه بالارهابي , وهي تنكر حقه في أرضه التاريخية وتكتب التاريخ بمفاهيم استعمارية خاطئة .  

 ما جاء  في االأوراق التي قدمها نخبة من الباحثين أكثر من أن تتسع هذه المقالة . فالاوراق علمتنا الكثير ، وفيها تأكيد على الاقل لي على فلسفة  ديكارت العالم الاجتماعي الذي يقول :”  أنا أفكر ، إذن أنا موجود . “  الاساتذة الكبار علمونا وجعلونا نفكر فشكرا، وهم :

د, محسن جاسم الموسوي ( العراق ) د. حسن مدن ( البحرين ) ، د, غادة خليل ( الاردن ) ، أ, عبده وازن ( لبنان ) ، د. أحمد أبو حسن ( المغرب ) ، د, امتنان الصمادي ( الاردن ) ، د. شكري المبخوت ( تونس ) د. هالة فؤاد ( مصر) ، د. فيصل درّاج ( الأردن ) .  وعدد من أساتذة الجامعات الذين أداروا الجلسات .

و شكرا  فالنتينا مديرة مؤسسة شومان على ،مثل هذه الندوات الدسمة ، أصبحت حاجة ملحة للدارسين  للتزود بالجديد في العلم والادب والتاريخ

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment