أعجبني قول وزير التعليم في حكومة الاحتلال بينيت، الذي ينتقد حكومته فيه إذ يرى أن : “ القانون الذي اقره الكنيسيت مؤخرا والمسمى” بقانون التسويات “ يقضي بنهب الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة لتثبيت البؤر الاستيطانية سينهي خيار حل الدولتين “. ويرى فيه مخالفات للقوانين الدولية. ولعله يعرف تماما رغم أقواله الصريحة أن هذا القانون ليس الأول ولا الأخير لإسرائيل التي تتحدى العالم بمثله. فاسرائيل قامت منذ البداية على الاستراتيجية الصهيونية لنهب وسرقة الأراضي بكل الوسائل غير المشروعة قانونيا وانسانيا.


فقد كان هم الاستعمار الصهيوني الاستيلاء على الارض العامرة وفيها شعب حيّ ادعت انها من “غير شعب “. وللارض حكاية، إذ برزت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين مشاكل جادة تتعلق بتملك الارض، فخلال العهد العثماني كانت ملكية الاراضي تتحدد بواسطة سند تمليك “ كوشان “، وكان سكان القرى يعرفون حدود أراضيهم ونوعها، يزرعونه ويستثمرونها على أحسن وجه. زرعوا اشجارالزيتون المعمرة والنخيل، والبرتقال فخر الساحل الفلسطيني الخصب والجميل. وبعد فتح شهية الصهاينة لهذه الأرض الخيرة قاموا بتملك وسرقة الارض من الفلاحين، بالمراوغة والقوة ومخالفة القانون. الا أن هيربرت صموئيل الصهيوني أول مندوب سامٍ لبريطانيا في فلسطين، تحيّز للاطماع الصهيونية ووضع قوانين جديدة لتسجيل ملكيتها لليهود 1920، و1927. وكان نظام الأراضي المعمول به زمن العثمانين مصنفا ضمن خمس فئات : ملك، ووقف، وأرض متروكة، وأرض موات. ولتحقيق خطتهم للاستيلاء على الأرض، فقد قامت الصهيونية العالمية في مؤتمرها الاول الذي عقدته في بازل 1897 بمعاونة الصندوق القومي اليهودي ومؤسسة فلسطين ومنظمة الاستيطان اليهودي وشركة تطوير فلسطين على تكثيف الجهود للاستيلاء على الارض، ومع ذلك فلم يستطيعوا تملك أكثر من 5,8% من اراضي فلسطين حتى عام النكبة 1948.


إسرائيل اليوم متمسكة بالاستراتيجية الاستعمارية العنصرية المتجذرة في السياسة الاسرائيلية، وهي تشجيع المهووسين اليهود من احتلال كل شبر من القدس، مطالبين “ بالارض التلمودية “. يقومون اليوم بتطبيق الخرافات لهدم الحرم القدسي الشريف ليبنوا على ارضه الهيكل المزعوم الذي اصبح حالة مرضية، بها يعيثون في فلسطين فسادا وهدما وتنكيلا بأهلها الصامدين.


بمثل هذه القوانين الجديدة التي يعارضها القانون الدولي لعدم دستوريتها، اذ تقوم بمصادرة لحقوق المالك. وهناك مناقشات تشير لخطورة هذه الخطوة. ولعل مثل هذه الخطوات الاستعمارية الصريحة، عادة تزيد اصرار الفلسطينيين التشبث بالنضال، وبخاصة وهم، يستذكرون في هذه الايام السنة 29 لانتفاضة الحجر 1993. فكلمة الانتفاضة مرتبطة بالأرض والحجر والنضال الفلسطيني المستمر..


اقوال المسؤول الاسرائيلي والمناقشات حول شرعيته الدولية أو عدمها، ليدل أن هناك من يخاف من التصميم الفلسطيني على مواصلة النضال وحق العودة وضرورة تغيير استراتيجية اسرائيل لايجاد بدائل لمثل هذه المخططات الاسرائيلية. ورغم ذلك نحن نعرف أنهم سيجدونها كما وجدوا خططهم المتنوعة حتى الان لسرقة الارض ليبنوا عليها المزيد من المستوطنات، ويبقى السؤال، الى متى نتفرج؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment