قبل رأس السنة الجديدة 2017، بيوم، صدر آخر عدد من جريدة السفير اللبنانية العريقة المصادف يوم السبت بتاريخ 31 ديسمبر 2016. انتهت (السفير الورقية والالكترونية) في نهاية سنة من سنين كثيرة اضرت بالعرب أيما ضرر من حروب ومؤامرات، ومفاهيم جديدة للمعتقدات والأديان، ومفاهيم الحرية والديمقراطية التي أصبحت تجارة الأعداء وقتل الانسانية بدم بارد. كانت الجريدة المحترمة موثوقة ولها قراء في انحاء العالم العربي الى جانب الصحف الوطنية. وقد وثقت أحدات وأخبار تلك الفترة من حياتها بين 1974 -2016. ولعل رسالة طلال سليمان رئيسها / الى أسرة السفير يطلب منهم كتابة تجربتهم الخاصة في المؤسسة، بجميع الأبواب من الاجتماعية والتحقيقات الاجتماعية، والمقالات السياسية لتكون شهادات على حياتها وموتها ووثيقة تاريخية في العدد الأخير عن دور الصحافة وأهميتها بشكل عام..
أهمية الصحافة والاعلام كانت وما زالت” الوجه الثاني للسياسة “ فهي مرآة المجتمع سواء اكانت تقليدية أم حديثة. وهي المحرك وصانعة الرأي العام من وجوه سلبية أو ايجابية. ولعلنا لم ننس بعد المعركة الانتخابية الأمريكية الأخيرة 2016 بين ترمب وهيلاري المرشحين للرئاسة الامريكية والتي نجح فيها ترمب الذي كسب معركة الاعلام كما السياسة. لعب الاعلام فيها دورا اساسا في كشف مستور أمريكا، بل عن وسائل جديدة للوصول للكرسي بأي ثمن لكي يتربع عليه من سيحكم العالم اقتصاديا واعلاميا، الغول الذي يشكل أذرع النظام الرأسمالي المتوحش. فضح الاعلام أمريكا بحزبيها وبخاصة والعالم يتلقى بالصورة والصوت، وبكل انواع الاتصالات التكنولوجية ما يحدث في النوايا والتحزبات الفردية والجمعية والسياسة، وقد استعمل” الردح “ دون خجل في تعزيز شهية المرشحين للسلطة في دولة “ حضارية “ باسم ممارسة الديمقراطية. وكانت الصحافة الورقية التقليدية تاريخيا الوسيلة الأهم التي يعتمد عليها السياسيون والاقتصاديون والمثقفون في استقاء المعلومة، قبل أن يضعف دورها مثل” النيويورك تايمز “وواشنطن بوست لحقبات طويلة، وقبل أن تغرب لتحتل الصحف الالكترونية وادواتها الذكية محلها. وفي هذا السياق، تواجه الصحافة العربية الورقية كما الصحف العالمية أزمات اقتصادية، ستعمل على اقفال الكثير منها، لأسباب عدة، أهمها الاقتصادية، وتغول الشركات الكبرى في زمن العولمة على احتكار كل ما ينتج مالا مثل أدوات التكنولوجيا والاعلام الجديد.
كان الاعلام أحد ثورات العصر التي أبهرت الانسان وساندته في الانتقال والتطور من مرحلة لأخرى. ولعلنا نتذكر كيف كانت الصحافة والصحفيون في السابق يعتمدون على القلم والورق ويتراكضون من مكان لآخر وراء الأخبار وصانعيها. عمل الكمبيوتر والحاسوب، بشكله القديم الى ان اصبح بين يديّ كل انسان سواء أكان صحفيا او كاتبا او باحثا او طالبا. ولعل التكنولوجيا الحديثة سريعة التطور ما عمل على انتشار الصحافة في العالم ومنها في العالم العربي.
لا بد من الاشارة، أن غالبية الصحف العالمية والوطنية، تسارع اليوم لوضع نسختها على مواقعها الالكترونية بسبب سرعتها. فقد تحققت توقعات المختصين في الإعلام، حيث يرى البعض، أن الصحف الورقية ستختفي تدريجيا، وستكون آخر نسخة ورقية تصدر في أوائل العقد الرابع من الالفية الثانية الني نعيشها اليوم. يظل السؤال : ما مصير الحافة الالكترونية أيضا؟