خبر لفتني يتعلق بالمرأة وتعليمها وتدريبها وعملها، وهو حول : “ التحاق 25 سيدة في برنامج “الصيانة المنزلية “ في المفرق ..” وهو مشروع بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين . وأجد فيه ما يشير الى أهمية مثل هذه التدريبات المهنية الضرورية للمرأة والرجل وليس فقط للاجئين . فهذا التدريب يفيد كل بيت سواء أكان للعمل المهني أو لاستعماله في الحياة المعيشية – وأتمنى لو أكون بينهن- . فمثل هذه البرامج العملية تؤهل المرأة والرجل على عمل خاص وعام في الوقت نفسه .
البرنامج يشتمل على “التدريب على صيانة المواسير والتدفئة وأساسيات السلامة العامة والمهنية ،للوصول الى الى مرحلة مزاولة المهنة في مركز الاعتماد والجودة “. وأرى أن مثل هذا التدريب المهني هو ما نحتاج في أيامنا هذه التي يزداد فيه الفقر والبطالة بسبب الوضع الاقتصادي الناجم عن الحروب والصراعات في المنطقة. هذا العمل كان محصورا في الرجال بسبب الصورة النمطية للمرأة وقدراتها ونوع الأعمال التي كانت تلتحق بها . وأرجو أن يشتمل البرناج على عدد من بنات المفرق والجوار من أجل عمل مستدام في المستقبل لأهميته .
وفي هذا السياق ، ما يزال النقاش ، في مجالس الكثيرين من الرجال والنساء ، بشكل جاد وغير جاد عن المرأة ودورها ، وما وصلت اليه في مجتمعنا من تعليم وعمل وما هي المشاكل التي تواجهها . ؟. مثل هذا النقاش من المفروض أن يكون قد خّف لأسباب كثيرة ، من أهمها أن موضوع المرأة لم يهمل في الاردن منذ 1975 ، عندما عقد مؤتمرالمرأة العالمي ألأول للأمم المتحدة في المكسيك والمؤتمرات اللاحقة حتى مؤتمر بكين في التسعينيات وما بعد بكين. وبناء على ذلك وضعت الدول الخطط الاستراتيجية لتطبيق التوصيات المتعلقة بالمرأة من تعليم وصحة وغيره . كما عينت الدول بعض النساء في مراكز السلطة كوزيرة أو مديرة .
وفي السياق نفسه، لم يتأخر الأردن من العمل بشكل مستمر من أجل تطوير التعليم بجميع المراحل ، وقد أصبحت نسبة الامية 8% في الاردن من أقل النسب بين الدول العربية مع لبنان . وحسب احصائيات 2008 فقد وصلت نسبة إقبال البنات على التعليم العالي الى 51.3% مقابل 48.7% . ما ساهم في عمل البنات في المؤسسات الحكومية والأهلية . تخصصت الاناث في الطب والهندسة والعلوم والمختبرات مثل الرجل ما يثير الاعجاب . ولعل هذا الاقبال على التعليم الاكاديمي الكبير، خلق بطالة بين الخريجات. وارجعت الدراسات هذه المشكلة الى عدم التخطيط السليم بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل .
ومن جهة أخرى، هناك إهمال للتخصصات في مجالات مهنية وعملية ضرورية للاناث والذكور بسبب ثقافة العيب أو وفرة الخريجين في التخصصات التي تبدأ مطلوبة وتصبح تعاني من بطالة حامليها . ففي الأردن( مؤسسة الدريب المهني)، وقد استفاد منها الكثيرون من الرجال في تخصصات هامة ومطلوبة في سوق العمل مثل النجارة ، كما أن هناك بعض التدريبات للاناث، إلا أن هذا النوع العملي الذي يحتاجه كل بيت ، له أهمية خاصة وعامة، ومن المفيد إجراء الدراسات حول مدى الاستفادة منه لتخفيض نسبة البطالة بين الاناث والتي تبلغ 22.8% مقابل 12.9% بين الذكور، ولا بد من ايجاد كل الوسائل الممكنة من التعليم والتدريب للإناث من أجل المساهمة في عملية التنمية المستدامة .