يوثق كتاب الدكتورة عايدة النجار – بنات عمان ايام زمان ( ذاكرة المدرسة والطريق ) – الذي صدرت طبعته الثالثة لذاكرة المكان والانسان معاً ويحفل بأدق تفاصيل ومكونات الحياة العمانية .
تقول النجار “لا أنسَى كيف كانت شقاوة البنات عند وصولهن الى موقف الباص مقابل البريد , كن يتفرجن على المحلات التي من بينها كليوبترا لحداد وشعشاعة ,ومحل الدباس الذي يبيع الازرار والكلف للخياطة , واتذكر هذا المحل بشكل خاص حيث كنت اتردد عليه نيابة عن شقيقتي الكبرى عريفة لتصليح الملابس ” .
وتضيف ان كتابها بنات عمان أيام زمان يحمل ذاكرة وجدانية جمعية عن حياة أيام زمان ، وتأمل بان يكون الكتاب شكل اضافة نوعية وجديدة لأعمال تناولت ذاكرة المكان والانسان بأدوات أدبية فنية مختلفة .
وتوضح ان الجديد الذي حمله الكتاب , ما جاء فيه من شهادات بنات عمان أيام زمان عن المدرسة والطريق والعلاقات الاجتماعية في سن معينة وزمن محدد هو الخمسينيات من القرن الماضي .
وتؤكد النجار ان فكرة الكتاب طرأت على خاطرها بسبب اشتياقها لتلك الفترة الزمانية وللمكان العماني الذي كان غيره اليوم مضيفة ” لقد اشتقت لجيل معين ولفترة معينة في عمان , وهذه الفترة التي كنت فيها شابة عمانية تحمل ذاكرة جميلة ومبهجة من خلال سرد الذاكرة الجماعية لبنات صفي اللواتي أغلبهن يتبوأن اليوم مناصب مهمة “.
وتقول الكتاب يحكي عن ذاكرة عمان المكان حيث استرجعت في كتابي هذا مع بنات المدرسة والمعلمات والأصدقاء أحداثا وقصصاً وصوراً ذهنية لحياة حقيقية عشناها معا مع بعض الأحلام والطموحات وان كانت الأحداث منتقاة فهي تشكل جزءاً من سيرة ذاتية وجدانية وجمعية متقاطعة وان أخذت الطرق بعد التخرج بالاختلاف والتنوع فهي تخلق حياة جديدة بالضرورة .
وتبين ان كتابي يأتي في الوقت الذي تحاول فيه عمان اليوم حماية ذاكرة عمان الامس أي في الخمسينيات من القرن الماضي مضيفة ان عمان تركت خصوصية في نفسي ويعتبر كتابي واجبا واعترافا بالجميل لعاصمتنا وللرائدات من المديرات والمعلمات والطالبات اللواتي اسهمن في النهضة التعليمية والثقافية والاجتماعية والحضارية وعلى الأخص ان منهن من رحلن ونسيتهن الاجيال .
وتشير الدكتورة النجار ان كتابها أصبح يشكل مرجعا لبعض الجامعات الاردنية حسب ما قال لها بعض الاكاديميين في الجامعات الاردنية .
وتقول صاحبة كتاب صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900 ـ 1948 ان كتابها القادم سيكون عن القدس والحياة الاجتماعية وعن بنات القدس أيام زمان .
تتحدث الأكاديمية النجار في كتابها بنات عمان أيام زمان عن ذكرياتها الجمعية بدءا من مدرستها المأمونية في القدس، وصولا إلى مدرسة أروى بنت الحارث ، الابتدائية في شارع خرفان، التي كانت البنات أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي يلتحقن بها من خارج عمّان لقلة المدارس في المملكة، ثم مدرسة زين الشرف العريقة وأول مدارس عمّان الثانوية للاناث، ما بين الدوارين الأول والثاني، مرورا بالحديث عن مدارس الكليّة العلمية الإسلامية، والمطران، وبالصحافة الطلابية في إربد, وهي بذلك تقدم ذاكرة المكان والانسان معاً وتوثق لذاكرة شفوية قدمتها للمتلقي بجهد وابداع وبحرفية .
والدكتورة النجار تحمل درجة الدكتوراه من جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة الامريكية عام 1975 في وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري – والسياسة )، والماجستير صحافة وتنمية من جامعة كانسس في الولايات المتحدة ، وليسانس علم اجتماع من جامعة القاهرة وعملت في برامج الامم المتحدة للتنمية على المستوى الدولي والاقليمي والمحلي , وخبيرة وباحثة مع مؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة في القضايا الاعلامية والاجتماعية وقضايا المرأة والتنمية , وعملت في العديد من الوزارات في المملكة.
وفاز كتابها بنات عمان أيام زمان بجائزة أفضل كتاب عربي في البحرين ، وجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب في العلوم الانسانية وحاز على شهادة تقدير من وزارة الثقافة . ( بترا )