ترمب رئيس الولايات المتحدة الملياردير الذي درس في مدارس راقية ويصف نفسه “بالعبقري “، يفاجئ العالم بشكل مستمر، بأنه غير مهذب، وغير دبلوماسي، ولا يعطي مثالأ حسناً  للرجل المحترم . فترمب منذ أصبح رئيساً بدت عليه صفات الانسان المغرور، على المستوى الشخصي، بالاضافة على المستوى” الطبقي “. فهو مسحوب من لسانه ويتلفظ بالكلمات النابية عن سبق إصرار، ويوزع الشتائم والكلمات كما يحلو له . وفي آخر شتائمه القبيحة غير  الانسانية ولا الديبلوماسية، يصف المهاجرين الأفارقة  والدول التي جاءوا منها “بالبؤر الكريهة “ كما أتت الترجمة لكلمة عنصرية غير إنسانية ولا دبلوماسية هي” الحثالة “!
 تصرفات وأقوال ترمب لا شك بحاجة لمحللين نفسيين متخصصين بعلم النفس، لمعرفة سلوكه العدواني الذي يقود الى مشاكل وتعقيدات دولية بدل التسامح والمحبة واحترام الدول والشعوب بعضها لبعض . ولعل أقواله ومحاولة تطبيق سياسة عنصرية  تذكر بزمن العبودية، والتفرقة العنصرية، بين البيض والسود عندما كان  الأمريكي الأبيض يتاجر بالعبيد لمنفعته وراحته على حساب التعساء الذين جلبوهم ليعملوا في  الزراعة، وكل الاعمال المضنية لحساب السادة، ورفاههم، قبل أن ينقظهم جورج وشنطن محرر العبيد، وإن ظلت الرواسب عميقة عند البعض مثل ترمب افريقية . اعترفت أمريكا شعباً وحكاما بالخطأ التاريخي الفاضح الذي برر  وصف أمريكا “ بالأمريكي البشع “، وبخاصة في حرب فيتنام . بالاضافة لذلك اعتذر جورج بوش، والرئيس كلنتون للافارقة الامريكان على  العبودية التي لحقت بهم تاريخياً وقبل تحرير العبيد بالقانون والممارسات قبل وصول الرئيس أوباما والده من اصول افريقية .


 لقد تمادت الرأسمالية المتوحشة التي وصلتها أمريكا في انتاج أناس أقوياء شرسين .  فالشركات عابرة القارات تعتدي على سلامة وقوت الناس من أجل احتكاراتها ونهمها المادي كما نرى  . ترمب أحد الذين مارسوا لعبة المال، واستغلال الناس لأجل بناء امبرطورياته المالية، ولعل  قوة المال الذي يملكه  والسياسات التي يتبعها، قد حجبت عنه الرؤيا  والواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تسببه هيمنة شركات ترمب وأمثاله العالمية التي تعمل على تطبيق سياسة” السمك الكبير، يأكل الصغير “  ولتوسع الهوة بين الغني والفقير .


 كما هو متعارف  عليه بين الناس أن السلوكيات والكلام الجميل او القبيح  هي التي تحكم على الفرد، بأنه خيّر أو شرير، كريم أو بخيل، ودود أو كريه، صادق او كاذب  الى غير ذلك من الصفات ، ولو ظاهرياً .  وقد حرصت  العائلات  على تربية الأولاد والبنات تربية جيدة 

بالاضافة الى تربية وثقافة المدارس التي تهدف للتأثير المطلوب من خلق وأدب ليس بالكلام فقط، بل أيضاً بالممارسات لتكون قيمة إن أمكن . كانت الأمهات في  مجتمعاتنا يحرصن على عدم تفوه الأطفال بالكلمات القبيحة والشتائم، وكان جزاء من يتلفظ بها أن تضع الأم “الفلفل الحار” في فمه كقصاص علّه يتعلم . يبدو أن غرور ترمب وتلفظه بالكلمات القبيحة ليست جديدة عليه، ولعل أمه لم تتنبأ أنه سيصبح رئيساً يوماً، فلم تضع الفلفل الحار في فمه علّه يتذكر ويسكت  ويتوقف عن تغريداته التي تدل على سطحية التفكير وعلى  تصرفاته كالاطفال المدمنين على وسائل الإتصال الاجتماعي للتسلية، وللتنكيد على العالم  بعنصريته القبيحة .!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment