في إحدى الجلسات مؤخراً مع عدد من الصديقات، تعرضنا الى موضوع الشباب والشيخوخة، في جو مرح جميل، استرجعنا فيه ذكريات سن الشباب الجميل، ومراحل العمر المختلفة التي يمر بها الانسان من الطفولة المبكرة، والمتأخرة، وسن المراهقة، و الشباب وبعدها الشيخوخة أو” سن الحكمة “ التي تلخص مراحل الحياة من حلوها ومرها.
.وبروح ايجابية جديدة خلطنا الجد مع الحنين للماضي، والخوف من المستقبل، أو بالأحرى من مرحلة الشيخوخة التي يخاف منها الجميع. ولعل هذا الخوف مبرر للكثيرين. فكما هو معروف، فالخوف من الشيخوخة يأتي بعد سن معينة تبدأ “ بالستين “ أو أقل كما عرفه بعض المختصين، في هذه المرحلة العمرية يفقد الشخص ذلك الوهج الذي كان مشتعلا وهو في ريعان الشباب، في العقل والجسم. ويأتي هذا بشكل يختلف في المظاهر من شخص لأخر؛ بسبب الاختلاف بين الافراد في العوامل المسببة لها مثل،الاهتمام بالنفس والجسم كما يجب، وهناك تأثير كبير للمحافظة على الصحة العامة، بسبب الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وعدم التدخين، والشعور بالتقدير من الآخرين والتفاعل الاجتماعي، والتصالح مع النفس، وما يتعلق بكل ذلك لتوليد” المحفزات النسبية” التي تساعد على طول العمر والبقاء، وبصحة نفسية وعقلية جيدة، وبخاصة أن مرض الزاهيمر، أصبح معروفاً للناس والتخوف منه.
يتساءل المرء عن سر محافظة كثير من الجدات على”الشباب” النفسي والعقلي والمحافظة على المظهر باللباس الانيق الذي يناسب سنها، فهذه الأسس الضررية لطول العمر يجب أن يصاحبها هدف جميل أيضا يظل هاماً للتمسك به مثل التفاعل مع الاحفاد والعائلة الممتدة في جو يتفهم الجميع احتياجات الانسان الصحية والنفسية في هذه السن الجميلة، أو غير المرغوبة للجميع، وتبلغ نسبة كبار السن في الأردن 4% من عدد السكان، مقابل 65% من الشباب أوالجيل الجديد.
هذه النسبة تجعلنا نطرح السؤال عن دور الشباب في رعاية كبار السن من الأقارب أو التطوع في مؤسسات المجتمع المدني المتواجدة لرعايتهم، وتلبية لاحتياجاتهم. المسنون موجودون في كل عائلة، ناس في سن الشيخوخة أصحاء أو بحاجة للرعاية الصحية والاجتماعية ؟. موضوع تناقشه كل المجتمعات، بالاضافة للمؤسسات الدولية ومنها مؤسسات الامم المتحدة التي تحث على الاهتمام بالشيخوخة، تحتفل باليوم العالمي للشيخوخة، من أجل التحفيز لرعايتهم كما يجب.، بالإضافة فقد اهتم المجتمع المدني بهذه الشريحة من الناس، المرشحة للزيادة في السنين القادمة.
وفي هذا السياق أنشأت الحكومات مؤسسات لكبار السن، ومنها الاردن، إذ توجد دور لرعاية المسنين، التي كما يبدو أنها قليلة، لعدم اإقبال المجتمع عليها؛ لأن المجتمع بشكل عام معروف بالتكافل وحب الخير. ويقول أحد الاخصائيين في هذا المجال،” إن الدين والخلق، لا يقبلان أن يزج بالوالدين في دور العجزة لترعاهما، وهم أي الأهل أولى برعايتهما.، وبخاصة إذا ما كانوا قادرين مادياً بدل وضعهما في دور العجزة ونسيانهما.”.
وهناك أمثلة عن عدم قيام الاهل بزيارتهما بحجة أنهما في ايدي أمينة !!هناك مبادرات كثيرة ايجابية وإنسانية بين الشباب اليوم،ولكنني أرى أن حملات من التوعية على المستوى الفردي والمجتمعي وفي المدارس ضرورية و يجب أن تشجع؛ لخلق ثقافة الاهتمام برعاية كبار السن في البيت وخدمتهم بدل ابعادهم عن الجو العائلي الذي نشأوا فيه