ما زلنا منذ شهر تقريباً نسأل ونناقش، ونبحث عن الأسئلة الكثيرة حول ما سرب في البدء عن مشروع ضخم، ليس مثل أي مشروع سابق، قصير أو طويل المدى، أعني عن “المدينة الجديدة “ المنوي إقامتها على أراضي تبعد عن عمان 30 كلم . فقد فهم الجميع أنها ستكون “عمان الجديدة “ . وبعد تصريحات أمانة العاصمة، يتبين أنها” مدينة جديدة “قريبة من “عمان العاصمة “ والزرقاء .


 إذن حسم الأمر، “عمان الجديدة “ أو عمان اليوم أخذت هذه الصفة منذ خمسينيات القرن الماضي ستظل عمان التي نعرفها ونعيشها و لن تسمى” عمان القديمة “، كما سميت عمان التي كانت قرية تسكن قرب السيل قبل أن تتغير بشوارعها ومناطقها المتفرعة منها التي تربطها بالتلال جغرافياً . كبرت المدينة التي تضمها حدود” أمانة عمان الكبرى التي تقع على أكثر من 1680 كم . يسكنها حوال 3 ملايين نسمة، قبل عشر سنين . تطورت المدينة حضاريّا وعمرانياً، وإن كان فيها أخطاء وثغرات المدن الجديدة . وتبقى عمان بمشاكلها المتنوعة عمان” القديمة الجديدة “التي يحاول الغيورون عليها، الحفاظ على تراثها ومعالمها العمرانية ودورها الوظيفي في زمن سريع متغير، وهذا شئ صحيّ كما في مدن العالم .


 لعل ما يقلقني في” عمان اليوم “ التي نعيشها بناسها ومسؤوليها وأجيالها الجديدة هو التسرع في كل شئ مما يثير ضجة ونقاشات لا أول لها ولا آخر. قد يكون هذا التسرع بسبب الغموض في أهداف” المشاريع الضخمة “ التي يحلمون بها والتي تشبه مشاريع الدول العالمية التي تملأ بنوكها الأموال من كل المصادر المالية والثروات الطبيعية، وأجد في ذلك الطموح سلبيات وإيجابيات , تقود الى انتقادات من الجميع سواء من المتخصصين، أو العامة، وهذا طبيعيّ في مجتمعنا الخائف دوما عن حق وهو يقول” الاتي أعظم “ أو “ الله يستر “ وهذا بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي تراوح مكانها منذ عقود بالاضافة للاسباب المحلية و الاقليمية والعالمية غير الامنة والتي تهددها الحروب القديمة والجديدة .


 بالعودة “للمدينة الفاضلة الافتراضية “ موضوع البحث، أولا يجب إعطاؤها اسما، كأي مولود جديد، فالمدن مثل البشر تعرف باسم، وهوية، ووظيفة لكي تعيش وتتفاعل. لم تعط المدينة المفترض إقامتها اسماً غير أنها ستكون “ بمواصفات تكنولوجية واستثمارية جاذبة “ . هذه المدينة كما فهمت لن تسمى” عمان الجديدة أو القديمة” ولعل التخطيط السليم لأي مشروع عاديً وليس “مدينة بحالها “ بحاجة لاسم يزيل خوف” عمان العاصمة”، وأرى أن انسب اسم لهذا المشروع الضخم القصير والمتوسط وطويل المدى هو” المدينة التكنولوجية “ كون العالم اصبح يدار بالتكنولوجيا عن قرب وبعد، ومستهلكا لها مثلنا وليس صانعاً لها، وبهذا الاسم الواضح والصريح، سنتقبل التكنولوجيا ومستجداتها السلبية والايجابية ونستغل التكنولوجيا والروبوتات لتعمل جنبا الى جنب مع العمال البشر لصنع المدينة الافتراضية .


 وحيث ان المتخصصين والمسؤولين اليوم في مرحلة” التخطيط السليم للمدن” كما قيل، فإن عدم التسرع في التخطيط على الورق أو بالتكنولوجيا الرقمية، سيساهم في طمأنة الناس سواء الذين ينتظرون فوائد شخصية أو عامة، ولكي لا تتهمش، ويرحل عنها الناس كما رحلوا من أماكنهم، كلما بنيت ضاحية أو منطقة جديدة .


 لتسمى الأشياء بأسمائها، بتؤدة وليس على عجل، خوفاً على عمان التي نحب، وخوفاً على هوية وتراث المعمار الآخذ بالتهميش أو الاختفاء. ليبقى اسم “ عمان “، سواء أكانت جديدة أم قديمة، ولتسمى المدينة الافتراضية ..”.المدينة التكنولوجية “، مثل المدن الاخرى الصناعية مثلاً لازالة الخوف على المكان والانسان ، “عمان اليوم “ “و”عمان أيام زمان “ بكل ما فيها من مشاكل، لأن الأحلام وإن كانت كبيرة لن تحل المشاكل.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment