هناك اهتمام ملحوظ اليوم من الصحافة بالشباب، نلاحظها في الأخبار، والزوايا ، بالإضافة للتعليقات والأمثلة  عن “ريادة الشباب “، والمؤسسات الداعمة لها مثل  الجمعيات والاندية التي ينتمون  إليها  والاعمال التي يقومون بها، والمشاكل التي تواجههم  .  ولا غرابة في ذلك، لأن فئة الشباب تشكل أكبر شريحة في المجتمع تبلغ نسبتها 65% من عدد السكان .

  يأتي هذا الاهتمام سواء أكان نقداً سلبيا أوايجابياً، في ظروف ليست سهلة اقتصادياً للأردن ككثير من دول المنطقة التي تعاني من آثار الحروب والنزاعات، مثل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعود على  الكثيرين من الشباب  بالاكتئاب والتعاسة، بخاصة الفقراء والطبقة الوسطى التي ترتفع بينها نسبة البطالة .

 الحكومات المتعاقبة  لم تنجح في  حل المشاكل المتداخلة السلبية التي تعيق عملية التنمية بشكل عام، وتوفير كل ضروريات الحياة للناس  . أفرز مجتمع اليوم، مجموعات من الأفراد والمؤسسات ومنها الشباب من الجنسين  تقوم بنشاطات تهدف إلى المساهمة في حل المشكلات الاجتماعية والسياسية والثقافية والإنسانية علّها تخفف من وطأة الفقر أو المشاكل الانسانية .

 مثل هذ التجمعات والأعمال عرفت  في العقود  السابقة ولليوم “بالمجتمع المدني “ الذي احتفل به احتفالاً ايجابياً شجع الكثيرين في العمل الحر المكمل لما يجب أن تقوم به الحكومات . إلا أن هذ ه العملية شهدت أيضا انتكاسات وإحباطات كثيرة،  بسبب عدم اكتمال العملية الديمقراطية، في الأردن كغيرها من الدول العربية، وبخاصة في الحياة السياسية. الممارسات السلبية ضد الأحزاب منذ الستينيات خلقت إحباطات بين الشباب والجيل الجديد، الذي ناء بنفسه عنها لعدم تمكنه من المساهمة كمكمل أو مساعد للدولة  في عمليات إصلاحية ثقافية ضرورية  لا تزال تبحث عن حلول .

المجتمع المدني الحديث  أصبح أكثر ابداعاً وحرية عن المجتمع المدني التقليدي الذي كان يهتم  بأكثره بالجمعيات الخيرية ،ورغم قلة المساعدات المادية  فقد نجح في كثير من الحالات في عمله . ما نراه اليوم من مبادرات كثيرة للشباب ليس فقط في الشؤون الاجتماعية ومحاولة تخفيف وطأة الفقر، تشير الى الاحتياجات المتجددة للمجتمع الذي يتطور بتأثير المستجدات في العالم لم تؤتى أكلها كما يجب حتى اليوم . فهناك جهود تنافسية ً بين الشباب  المؤهل، والاكثر تدريباً ومشاريعهم الابتكارية المتنوعة  في المجالات المختلفة من جتماعية وتكنولوجية، وانسانية، وفنية  وفولكلورية، وادارية، وتدريبية، وجندرية، وصحية، وبيئية، واعلامية، وغيرها ، إلا أنه نتائجها لم تظهر بشكل كبير للآن  كمجتمع مدني عصري أكثر تحرراً من المجتمع المدني سابقاً .

يواجه الشباب” الواعد “، تحديات أهمها الموارد المادية التي تقف عائقاً أمام الكثيرين لبدء أو اتمام مشاريعهم من أجل الاستمرارية، وتحقيق الأهداف، بالإضافة للربح المادي  أحد أهداف “الرواد “  . بالإضافة لذلك، هناك أهمية  الى العلاقة بين المجتمع والفرد والدولة لتفهم معاني المجتمع المدني المعاصر . إن توفير البيئة والأسس اللازمة للمبادرات الشبابية الجادة ضرورية لنجاح المشاريع المستدامة التي نبحث عنها لتتحمل بعض المسؤولية في تعزيز مفاهيم التنمية المتكاملة، من سياسية واجتماعية وثقافية …

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment