دون وجل أو خجل، تحاول أمريكا اليوم في عهد ترمب، استعمال القضية الفلسطينية وابتزازها للتخلص من مشاكلها المعقدة. كانت القضية الفلسطينية وما زالت إحدى الوسائل التي تستعملها محاولة للتمسك بإسرائيل في المنطقة للدفاع عن مصالحها في المنطقة. فشل أمريكا في العقود السابقة، لم يعلم أمريكا أن أدواتها الاستعمارية فشلت في حل القضية الفلسطينية. أمريكا تريد حل القضية الفلسطينية وفقاً لمصالها وليس كما يريد الفلسطينيون المتمسكون بحقوقهم الشرعية للعودة لأرضهم المحتلة.

  ترمب بشخصيته وسياسته المنحازة بشكل صريح وواضح لإسرائيل يحاول المراوغة من جديد وخداع العالم أنه سيعمل على حل القضية بشكل يرضي الطرفين، ولعل هذا الادعاء ، ما يجعلنا نتوقف لنذكر بالسياسة الأمريكية السابقة وفي عهود من سبقوه من الرؤساء الأمريكيين . فالمبادرات المتعددة للسلام ومنها “ مبادرة السلام العربية” فشلت؛ لأن إسرائيل رفضتها، لقد عملت أمريكا المتحيزة لإسرائيل على اضاعة الوقت، وهي تدعو للمفاوضات العبثية  لمدة أكثر من ربع قرن.

  من الواضح أن نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، المستندة على سياسة ترمب الاستعمارية اليوم وبشكل مريح مطمئنة من” نسيب ترمب “ المسؤول عن الملف، أنه لن يقدم أية حلول عادلة؛ لانه متحيّز ولا يلتزم بالشرعية الدولية، بالإضافة، فقد تمكنت أمريكا ترمب من تعقيد الأمر، وهي تحاول اليوم الدعوة لاستئناف “مفاوضات السلام” ضمن جدول زمني ّ . أمريكا ترمب اليوم تعمل علناً وبالخفاء  لخلط الاوراق وفتح منافذ مشبوهة للتطبيع وفرض حلول على الفلسطينيين.

 نسمع اليوم صوت ترمب وأمريكا العالي وهما يحاولان بأسلوب الابتزاز، أن يثنيا الفلسطينيين عن اصرارهم بالتمسك بحق العودة والتعويض . ومن أبشع ما خرجت أمريكا علينا مؤخراَ، أنها تهدد بإقفال مكتب منظمة التحرير في وشنطن إذا ما ذهب الفلسطينيون لمحكمة الجنايات الدولية . لقد بلغت وقاحة أمريكا ونتنياهو الذروة، وهي تتحدى الشرعية الدولية.

  بالإضافة فأمريكا بسياستها القديمة الجديدة بالبحث عمن يمشي مع ما تسميه زوراَ” السلام “ هي غبية وجاهلة إذا ما اعتقدت أنها ستجد من الفلسطينيين أو الشرفاء من يمشي معها؛ فالفلسطينيون يرون أن نتنياهو لا يريد السلام، وإنما يعيد ألاعيبه بوقاحة وهو مستمر ببناء المستوطنات وسرقة ما تبقى من الأراضي في الضفة الغربية الواقعة تحت السلطة الفلسطينية، وتهويد القدس ومحيطها من القرى العربية المهددة.

 هناك صفقة كبيرة تخطط لها أمريكا بعدما عصفت بالمنطقة بتخطيط من اسرائيل وأعوانها، ولم ينكرها ترمب وأصبحنا نرددها باستهزاء “صفقة العصر “. ليتهم يقتنعون أن هذا الهراء لن يتم ولو على أجساد كل الفلسطينيين، ليتهم يتعلمون، ويقتنعون، أن الفلسطينيين وفي جميع الظروف لم ولن يتنازلوا عن حقهم الشرعي والتاريخي بفلسطين، وسيرفضون كل هذه الألاعيب والمحاولات القذرة، علّ ترمب ونتنياهو يبحثان عن صفقات أقذر، لن تنطلي على أحد ..!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment